الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نوبات تسارع دقات القلب وضيق نفس وتعرق وشعور بالخوف

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب هندسة، سنة خامسة، قبل نحو أربع سنين أصابتني حالة لم أكن أعرفها، وكانت تأتيني على شكل نوبات تسارع دقات القلب، وضيق نفس، وتعرق، والشعور بالخوف، وأنني سأموت، وحتى أتخلص منها كنت ألجأ للنوم، ولكن بصعوبة، حيث كنت أعتقد أني ميت.

عملت كل الفحوصات الطبية في أكثر من مستشفى؛ كتخطيط القلب، وجهد الرئة، والغدة الدرقية، وغيرها.

بعدها لجأت للشيوخ والرقية، ولم أستفد، واستمرت الحالة لأكثر من سنة ونصف، وذهبت إلى طبيب نفسي، وشخص حالتي: أنها خوف وهلع وفزع، وأعطاني أدوية كثيرة، ولكن الدواء المتكرر هو: unirox 20 mg.

لقد تحسنت بشكل كبير، والحمد لله، لكن بقيت مشكلة وحيدة وهي ضيق النفس، ولي أكثر من سنة أراجع الطبيب من أجلها، وفي كل مرة يعطيني علاجا جديدا، منها solian و sezeit و amex و vaxor.

علما أني أراجع الطبيب منذ سنتين ونصف، ولي ستة شهور آخذ أدوية unirox 20 vaxor 75mg amex لكني توقفت عن أخذ علاج amex؛ لأني سمعت أن له تأثيرات جانبية، مع أن الطبيب رفع الجرعة لحبتين يوميا، مع أني أوقفته منذ ستة أشهر.

صرت آخذ علاج vaxor أربع حبات يوميا، بعدما كان حبة وحبتين مع تخفيض unirox حبتين إلى حبة ونصف إلى حبة.

أرجو منكم أن ترشدوني للصواب؛ لأني لا ألحظ أي تحسن على مستوى الضيق، مع هذه الأدوية، فقد قلت للطبيب عن تمارين الاسترخاء لكنه لم ينصحني بها، وقال: اصبر على الأدوية، مع أن لي سنتان ونصف ولا تحسن على مستوى التنفس، فأنا أعاني كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ghaith حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: النوبة التي حدثت لك كانت هي نوبات هرع أو هلع، ومن ثم أدخلتك في شيء من المخاوف الوسواسية، وقد قمتَ بالمطلوب بأن قابلت الطبيب، ووصف لك الطبيب الأدوية، وأعتقد أن عقار (vaxor) هو عقار (إفكسر Efexor) والذي يعرف علميًا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) وهو من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج الهرع والهلع والقلق والاكتئاب، وهو من مزيلات المخاوف أيضًا.

أخِي الفاضل الكريم: المتابعة مع الطبيب أمرٌ جيد، وأنا أنصحك بذلك.

أما بالنسبة لتمارين الاسترخاء: فمع احترامي الشديد جدًّا للطبيب فهي مهمة وضرورية جدًّا، وهي من أفضل أنواع العلاجات السلوكية، وإن لم يُدربك عليها الطبيب أو الأخصائي الذي يكون غالبًا يعمل معه، فقم بالاطلاع على استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) اطلع عليها بدقة، واستوعب الإرشادات الواردة فيها، وحاول تطبقها بالتزام، طبق هذه التمارين صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم مرة واحدة في المساء لشهرٍ آخر، وسوف تجد - إن شاء الله تعالى – أنها قد آتتْ أُكلها، وبدأت حالتك في التحسُّن، وزال عنك الضيق الذي تعاني منه.

أريدك أيضًا أن تكون معبرًا عن ذاتك، فالضيق النفسي كثيرًا ما يكون ناتجًا من الاحتقانات الداخلية التي سببها الكتمان، ونحن حقيقة في مجتمعاتنا في بعض الأحيان قد لا نُحسن الحوار حتى في داخل بيوتنا، وهذا ليس بأمر جيد.

أخِي الكريم: كن متواصلاً، الجأ إلى التفريغ النفسي، طوّر شبكة علاقاتك الاجتماعية، هذا يعود عليك - إن شاء الله تعالى – بخير كثير، وقطعًا ممارسة أي نوع من الرياضة مثل رياضة المشي (مثلاً) ستكون ذات فائدة عظيمة، والنوم الليلي المبكر أيضًا فائدته كبيرة ومفيدة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً