الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي وساوس بأني مصاب بالسرطان.. هل هي مخاوف نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص أعاني منذ قرابة الـ 7 سنوات من أفكار سلبية، ومخاوف، وقلق، وتغيرت حياتي تمامًا.

باختصار: بدأت قصتي قبل 7 سنوات حين شعرت بنغزة في الصدر، فخفت أنها علامة لذبحة صدرية، فبدأت أتحسس نبضي، ووجدته سريعًا، ثم بدأت أشعر بالتعب فذهبت للطبيب، وعملت تخطيطًا للقلب، وكانت النتيجة طبيعية، وبعدها ذهبت لأخصائي قلب، وعملت فحص إيكو، وتخطيطًا، وجهاز تخطيط محمول لمدة شهر، أستخدمه وقت شعوري بالخفقان، وكانت النتائج سليمة -ولله الحمد-، ولكن الأخصائي قال لي: إن لدي ارتفاعًا بسيطًا بالضغط، ونصحني بقياسه في المنزل لمدة شهر، وتسجيل النتائج، وعرضها عليه، ولكني تجاهلت الموضوع.

بعد فترة قرأت عن ضغط الدم وأخطاره، وأصبحت أخاف وكان عند القياس يظهر مرتفعا 180/80، وحصل مرتين أن ذهبت للطبيب لنزلة معوية أصابتني، وكان الضغط طبيعيًا، وفي الفترة الأخيرة اشتريت مقياس ضغط الكتروني عن طريق المعصم، والقياسات متفاوتة جدًا في أوقات متقاربة مرة يظهر مرتفعًا جدًا، ومرة مرتفعًا قليلاً، ومرة 130/90، ولاحظت اختلافًا في الضغط بين اليدين، وقرأت عن هذا وازداد خوفي، فذهبت لطبيب عام، وقاس لي ضغطي، ووجده 140/90، وقال لي: طبيعي، وإن الاختلاف في الضغط بين اليدين أمر طبيعي.

بعدها كان لدي فحص طبي لوظيفة، وتم قياس الضغط وكان 130/90، ولا أعلم حقيقة ما قصة الضغط؟ حيث إني أتوتر بسرعة، وأبالغ في التوتر لأي سبب، طبعًا بخلاف الوساوس الكثيرة التي عانيتها، ومنها أني مصاب بسرطان في الحلق، وسرطان بالغدد، أو ورم عند عصب العين؛ وهذا لأن عندي ضبابية عند الرؤية في عيني اليسرى، وأمراض عصبية، وأمراض في القلب، وقد اختفت نوبات الهلع التي كانت تأتيني في البداية.

أمس كنت في السيارة مع أحد أصحابي وفجأة أحسست بشيء في صدري مثل الكتمة التي تحدث عند الخوف، أو لا أعلم بالضبط، وأتاني وسواس أنها ذبحة، ولكني حاولت أن أتجاهل الأمر حتى ذهب هذا الشعور، وإلى الآن أنا خائف، وأوسوس أنها ممكن مقدمات لجلطة، أو من هذا القبيل.

أيضا في هذه الفترة كنت أشعر بشيء غير مريح في الحلق وشعور أني ممكن سأختنق ولاحظت أنه يحدث بعض الأحيان في وضعيات معينة، ولكن ليس بشكل دائم، وهذه الأعراض التي جعلتني أوسوس أن لدي سرطانًا في الحلق.

تعبت كثيرًا من هذا الحال، وأصبحت أكره المستشفيات، وأصبحت لا أحب الخروج ودائم التشاؤم، أنا الآن مقبل على وظيفة، وتجدني مرات أفرح وأتفاءل ومرات أتشاءم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: أنت تعاني من قلق المخاوف، ومن الواضح أن مخاوفك في جُلِّها هي مخاوف من الأمراض، خاصة أمراض السرطانات.

العلاج في مثل حالتك يتمثل في الآتي:
أولاً: يجب أن يكون لك اليقين والقناعة التامة أنه لن يُصيبك إلا ما كتب الله لك، وأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك.

ثانيًا: عليك أن تكون متيقنًا بأن الدعاء يُجاب، فاحرص على الدعاء، وارقِ نفسك، واحرص على أذكار الصباح والمساء، هي واقية ولا شك في ذلك.

ثالثًا: عش الحياة الصحيَّة، والحياة الصحية تتطلب ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، لكن ليس هنالك ما يمنع أن يكون لديك طبيب ثقة تُراجعه مرة كل أربعة أشهر مثلاً من أجل الفحص الروتيني وإجراء الفحوصات المختبرية التي يطلبها الطبيب.

والحياة الصحية تتطلب:
- النوم المبكر والاستيقاظ المبكر.
- الحرص على العبادات من صلاةٍ وصيامٍ وذكرٍ وقرْآنٍ، وغير ذلك من القُربات.
- ممارسة الرياضة.
- الإجادة والاجتهاد في العمل أو في الدراسة.
- التواصل الاجتماعي ومشاركة الناس في مناسباتهم، وصلة الأرحام.
- التغذية الصحيحة وترتيبها.
- حسن إدارة الوقت وتنظيمه.
- تحقيق الأماني والأهداف في الحياة من خلال وضع برامج عملية.

هذه الأشياء – أيهَا الأخ الكريم – إذا أعطيتها الاعتبار التام والأهمية المطلوبة، وجعلتها جزءً من حياتك، بل غيَّرت نمط حياتك على الأسس الذي ذكرتها لك سوف تجد أن الكثير من مخاوفك ومشاغلك وقلقك حول الأمراض والإصابة بها قد انتهى.

رابعًا: أنت محتاج لدواء مضاد قلق المخاوف الوسواسي، وأعتقد عقار (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) زائد عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) ستكون هي الأفضل والأحسن في حالتك.

راجع الطبيب، والطبيب قد يصف لك هذين الدوائين، أو أي دواء آخر يراه مناسبًا، وطبِّق ما ذكرته لك من إرشاد حول الحياة الصحية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً