الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعرض الشخص لحادث خطير مرتين يدل على قرب أجله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تعرض الشخص لحادث خطير مرتين في الأسبوع، ونجاته منهما يدل على قرب أجله؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ carina حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فاعلمي -بارك الله- فيك أن الأعمار مكتوبة والآجال محدودة، والموت ليس نهاية الطريق، بل مرحلة سيمر عليها الجميع، فإن أحسن العبد الزرع في دنياه، وجد الحصاد الطيب يوم لقاء مولاه.

أما عن الرسائل الإلهية للعبد، فلا شك -أختا- أن الله -عز وجل- يرسل إلى عبده عدة رسائل حتى يعود إليه ويتوب، وقد تختلف الرسائل، بل وتتنوع من شخص إلى غيره، وشفافية العبد، وشدة قربه من الله -عز وجل- تقربه من الفهم عن الله، ومما يدل على ذلك:

ما أخرجه البخاري عن مسروق، عن عائشة، عن فاطمة رضي الله عنها أنها قالت: "أسر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إن جبريل عليه السلام كان يعارضني -أي يدارسني- القرآن في كل عام مرة، فعارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضور أجلي"، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- فهم من مراجعة جبريل -عليه السلام- له القرآن مرتين، دلالة على حضور أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد كان.

وعليه، فما حدث نستطيع أن نقول: إنها رسالة من الله -عز وجل- حتى يعود العبد إلى ربه، لكن لا نستطيع أن نقول: إنها دلالة على قرب الأجل أم لا، فإن هذا من علم الغيب، وعلى من حدث معه هذا، سرعة التوبة إلى الله، والإكثار من ذكره، والأخذ بوصية نبينا -صلى الله عليه وسلم- لابن عمر حين قال له: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ)، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ"، رواه البخاري.

نسأل الله أن يبارك في عمرك على طاعته، وأن يرزقك العافية في دينك وديناك، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً