الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل العمل التطوعي يبرر للاختلاط؟

السؤال

السلام عليكم..

ما هو دور الفتاة المسلمة في المجتمع؟ وهل يجب عليها المبادرة بأعمال تطوعية في مجتمعها أو من خلال دراستها الجامعية؟

فإن كان نعم؛ فما ضوابط ذلك؟ مع العلم أن أكثر الأعمال التطوعية مختلطة في الجامعات، فهل الأعمال التطوعية تبرر الاختلاط؟ وما هي نصيحتكم لي؟ فأنا أشعر بالضياع في جو جامعي مختلط، وكل يسعى لإظهار نفسه في نشاط الطلاب أو العمل التطوعي، وأنا أمتنع نظرا للاختلاط، فيجتاحني شعور بعدم الرضا لأنني لم أقدم شيئا لمجتمعي وأمتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راوية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: شكر الله لك -أختنا الكريمة- هذا الحرص على طاعة الله عز وجل، وحذرك من الوقوع في الاختلاط الذي حذرت الشريعة منه، وهذا يدل على خير فيك، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.

ثانيا: العمل المجتمعي في مجتمع مختلط وفي مثل هذا السن الحرج نحن لا نقول به، لأن مفاسده أكثر من مصالحه، وإصلاح الذات أولى -أختنا الفاضلة- من القيام ببعض الأعمال النفعية إذا كان مردودها في النهاية ضعف تدينك أو تعريضك للفتن.

ثالثا: إذا استطعت حفظك الله أن يكون العمل المجتمعي مع بنات مثلك، وفي مكان آمن كدار للأيتام، أو مدرسة للبنات، أو عمل عن طريق المؤسسات الخيرية النسوية، وستجدين -أختنا الكريمة- أنواعا كثيرة من العمل المجتمعي تنفعك ولا تضر تدينك.

رابعا: أما عن الدور المجتمعي الذي نريده من الفتاة المسلمة فيتمثل فيما يلي:

1- إصلاح الذات: عن طريق المحافظة على طهارة النفس والقلب، وذلك بالمواظبة على الصلوات، والأذكار، وقراءة القرآن، ومحاسبة النفس عند الأخطاء، والابتعاد عن الغيبة والنميمة وما من شأنه أن يكون مفسدا للقلب.
2- إصلاح الأهل وتقويم سلوكهم: عن طريق الترابط الأسري القوي وإظهار الود والبشاشة لهم، والاجتهاد في مساعدتهم وجذبهم إلى الله عز وجل.
3- إصلاح الجيران وتحسين العلاقة المجتمعية معهم، ونعني بالجيران ما يكون التواصل معهن آمنا وفي إطار العرف القائم.
4- إصلاح الصديقات ومن لك تواصل معهن.
5- مشاركة آلام الأمة وهمومها والعمل جهد الاستطاعة على بذل ما يساعدهم ولو بالتعاون في نشر قضيتهم والتبرع ولو بجزء يسير لعللهم وأدوائهم.

هذا باختصار ما ينبغي عليك فعله، ونحن نتوقع منك تقديم الكثير لأمتك، وإصلاح نيتك في ذلك بأن تكون لله عز وجل.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يكتب لك الخير حيث كان والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً