الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلت في نفسي أنا أكفر بوجود الله، فهل كفرت حقيقة، أم أنه حديث نفس؟

السؤال

السلام عليكم

كنت في الغرفة استمع أناشيد على الكمبيوتر، وأثناء ذلك خططت في عقلي أن أقول في نفسي أنا أكفر بوجود الله تعالى، وبعدها أندم، وأنا سعيدة أستمع لأنشودة، وبعدها ندمت؛ ففعلت كما خططت في رأسي؛ فهل الذي فعلته كفر؟ أنا لا أعرف لماذا فعلت هذا؟ هل لكي أغيض الشيطان، أو أثبت أني مسلمة، أو ألعب على نفسي؟

أرجو الإجابة، فأنا متضايقة كثيرا مما فعلته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: لا يخفاك أختنا أن الإيمان لا يخرج منه العبد إلا بيقين، وهذا الحديث الذي جال بخاطرك لا يعد كفرا بالمعنى شرعا، فأنت لم تتلفظي بالقول، ولا تقصدي الكفر اصطلاحا، ويدل على ذلك هذا الندم المصاحب والتابع.

ثانيا: لا نعرف بالضبط أختنا الدافع الرئيس إلى مثل هذا الحديث، لكن لا يخالطنا شك بأن الشيطان خلفه، أراد أن يصرفك عن أمر خير أو يدفعك إلى أمر سوء، فاستعيذي بالله منه ولا تتبعي خطواته فقد حذر الله من ذلك.

ثالثا: لا تغتري بسالف كلامنا، ولا نريدك أن تتمادي مع الشيطان في ترديد مثل هذه الكلمات، بل عليك مجابهته ومعاداته واتخاذه عدوا لك.

رابعا: اجتهدي أختنا في الابتعاد قدر الطاقة عن الفراغ، فهو سرطان قاتل، وهو وسيلة إبليس إلى غواية العباد.

خامسا: نريدك أختنا أن تقتربي من الله أكثر، وأن تجتهدي في طلب العلم الشرعي، ويمكنك الاستفادة من هذا الموقع في سد هذه الثغرة.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً