الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حالة الثقل في لساني عند رغبتي في التحدث، وكأني سأعض لساني؟

السؤال

السلام عليكم.

أولا أود أن أشكركم على تفاعلكم ومساهمتكم في مساعدة الناس وجزاكم الله خيرا.

أنا متزوجة، وعمري 24 سنة، قبل 4 أشهر أنجبت طفلي بولادة قيصرية، وقصتي كالآتي:

جلست في المستشفى لأربعة أيام، وفي اليوم الثالث من ولادتي استيقظت فجأة وأنا فزعة وخائفة، وكأن أحدا يخنقني، وشعرت بضيق في النفس، وأصبحت أمشي دون أن أشعر بوجع الجرح، رغم أنه كان ما زال يؤلمني، وبعد دقائق كأن شيئا لم يكن، لا أدري لماذا؟

عندما رجعت إلى البيت أحسست بأن قلبي مقبوض، وشعرت بكتمة، وأصبحت أخاف أن أنام بعد الذي حصل لي، لكني كنت أضغط على نفسي وأنام.

بعد الولادة بشهر أصبحت أعاني من خوف شديد من الموت، ومن دوخة وضيق في النفس، وأحيانا أشعر بأنه سوف يغمى علي، ولكني حين قرأت على النت بأنها نوبات هرع تداركتها، وأصبحت أخف، وذهبت الأعراض.

الآن أعاني من انقباض في القلب، ومن موضوع لساني أحيانا، فأنا أشعر بأني سوف أعض لساني، وبأن هناك ثقل حين أود أن أتكلم، وأحيانا أخطأ حين التحدث، ويشعرني ذلك بالخوف جدا، فأنا أخاف من أن أكون مصابة بمرض سرطان في الرأس أو ما شابه، علما بأني حين كنت بنتا كانت تأتيني نغزات في الرأس عميقة تأتي وتروح، ولا أرغب في عمل أشعة في الرأس أو رنينا مغناطيسيا.

أود أن أعرف ما سبب حالة لساني؟ ولماذا أصبح هكذا؟ وهل من الممكن أن يكون سرطانا في الرأس؟
كما أنني لا زلت إلى الآن أعاني من اضطراب في النوم خوفا من تلك الليلة التي حصلت لي من موضوع المستشفى، وما يهمني الآن هو لساني، لماذا أصبح هكذا؟ وما سببه؟

لقد عملت تحليلا شاملا وتحليل cbc، وتبين أن إنزيمات الكبد مرتفعة alt، فقد كانت 80 Ast، كانت 48، فما سبب ارتفاعها؟

وشكرا على تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرتِ -أختي الكريمة- فإن ما حدث لك في ثالث يوم بعد الولادة هو نوبة من نوبات الهلع، ونوبات الهلع قد تكون جزءا من اضطراب الهلع، أو قد تكون جزءا من اضطراب القلق العام، وكما ذكرتِ جاءتْ في شكل خوف من الموت، ودوخة، وضيق في النفس، والحمدُ لله ذهبتْ تلقائيًا، وقد قرأتِ عنها واطمأننتِ إلى أنها جزء من نوبات الهلع، وبعد ذلك جاءتْك بعض الأعراض الأخرى مثل: الخوف من أنك سوف تقومين بعضِّ اللسان، وهذه مخاوف وسواسية، تنتابك فكرة بأنك سوف تقومين بعضِّ لسانك، وتتكرر هذه الفكرة باستمرار، وتكون مؤلمة، وتؤدي إلى الخوف من أنك قد تعضِّين لسانك وتؤذين نفسك، وكذلك الخوف من وجود سرطان في الرأس، ولا علاقة بالرأس واللسان، فاللسان كما تعرفين يُساعد على بلع الطعام والشراب، ويساعد على الكلام، ولا علاقة له بسرطان الرأس.

عرض سرطان الرأس نوع أيضًا من الخوف والقلق، فالآن الأعراض التي عندك هي أعراض قلق وتوتر نفسي واضحة، وعادةً القلق والتوتر النفسي -وأحيانًا بعض أعراض الاكتئاب- تكثر بعد الولادة، وفي مُجملها تُسمى (اكتئاب ما بعد الولادة)، ويُقال أن 10% من النساء يُصبنَ بهذه الأعراض بعد الولادة، وغالبًا تكون خفيفة ولا تحتاج إلى علاج، وبعضها تكون متوسطة وتحتاج إلى علاج سلوكي، وبعضها تكون شديدة وتحتاج إلى علاج دوائي.

أرى أن حالتك في المرحلة البسيطة، وتحصل عادة بعد الولادة، وبقليل من تمارين الاسترخاء، ومحاولة الانشغال بأشياء أخرى -كقراءة القرآن، والصلاة، والذكر، والدعاء- تؤدي إلى الطمأنينة، لأن هذه الأعراض أعراض من القلق النفسي.

أما بخصوص ارتفاع أنزيمات الكبد: فإنني أنصحك بأن تُعيدي الفصح بعد ستة أسابيع، وإن شاء سيرجع طبيعيًا، وإذا كانت هناك زيادة ملحوظة -بعد ذلك- فعليك بمراجعة طبيب اختصاصي بأمراض الكبد، أو إذا كانت هناك أعراضا أخرى تُوحي بأن هناك شيئا في الكبد مثل: الاستفراغ أو وجود يرقان، أو هلمَّ جرًّا في العين، لكن مجرد ارتفاع طفيف في أنزيمات الكبد يجب ألا تقلقي، وقد يكون هذا أحيانًا خطأ معملي، أو قد يكون بسبب ما، ولكن تعود في الانخفاض.

كرري الفحص بعد ستة أسابيع، وإذا انخفض معدَّل أنزيمات الكبد فيجب عليك الاطمئنان، أما إذا زاد بصورة ملحوظة؛ فعليك بمراجعة طبيب اختصاصي في أمراض الكبد.

وفقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً