الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف ووساوس من اللصوص في بيتي.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مرض الوسواس منذ أربعة أعوام حين كان عمري 17 سنة، حيث كانت تأتيني وساوس مزعجة مثل: حينما أخرج من حجرتي أقفلها بالمفتاح قفلتين، ثم أضغط على المفتاح للتأكد من القفل لمدة قد تصل إلى خمس دقائق حتى يحمر وجهي، ومع الأيام انكسر المفتاح، والشك في أن لصا مختبئا في حجرتي، وغير ذلك من الأفكار المزعجة، وحينما وصلت سن الثامنة عشرة قررت التوجه إلى طبيب نفسي، وصنّف حالتي على أنها وسواس أو قلق وتوتر، ثم بدأت رحلة العلاج باستخدام دواء ( زيلاكس 20 ملغم )، وينتمي إلى عائلة إسيتالوبرام، واستمر العلاج لمدة سنتين حتى كان التحسن الكامل ، ثم توقفت عنه بالتدريج تحت إشراف الطبيب.

بعد مضي 6 أشهر شعرت بأن الوسواس بدأ بالعودة تدريجيا حتى وصل ذروته في الشهر السادس، فقد كانت تأتيني وساوس مزعجة مثل: حينما أسمع صوتا خارج المنزل أحسب أنه أحد اللصوص؛ فأخرج وأنظر الأمر فإذا به أصوات عبث القطط، ويتكرر معي هذا الموضوع وأنا متيقن من أنها القطط، ولكن الوسواس يجبرني، وكذلك أتذكر المواقف القديمة وأوسوس فيها وغير ذلك.

قررت الرجوع إلى نفس الطبيب فصرف لي نفس الدواء ( إسيتالوبرام 20 ملغم ) لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك لم أراجعه مرة أخرى خوفا من أن يعود إلي الوسواس مرة ثانية، والآن وصلت إلى الشهر السادس من العلاج، وأشعر أن نسبة التحسن 70 إلى 80 بالمائة، ولكني الآن لست أدري ماذا أفعل؟

هل يتعارض دواء ( فلوتاب ) مع ( إسيتالوبرام )؟ حيث أنني تعودت عليه وأستعمله ثلاث مرات في الأسبوع تقريبًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية الواسعة الانتشار، وبالذات في الأعمار الصغيرة، فعادة تبدأ في أوائل العشرينات أو قبلها بقليل وتكون في قمتها في فترة العشرينات، ولكن بعد ذلك عادة تخف حدتها قد تنتهي حتى بدون علاج، والوسواس في مجمله هو عبارة عن فكرة معينة أو شعور معين يتردد على الشخص باستمرار ويلح عليه ومهما يحاول مقاومته لا يفلح، ويسبب له قلقاً أو ضيقاً مما يضطره إلى فعل شيء لتخفيف هذا القلق والضيق.

وتختلف الأشياء وتختلف أعراض الوسواس القهري عادة من شخص لآخر، وقد تختلف في الشخص نفسه من فترة لأخرى فقد يتنوع الوسواس يبدأ بمشكلة في قفل المنزل، إلى وجود لص، إلى أحياناً طهارة، أو هلم جرا.

علاج الوسواس القهري: هناك عدة أدوية لعلاج الوسواس القهري، ومعظمهم من فصيلة ssris التي تؤدي إلى زيادة تواجد مادة السيرتونين في مخ الإنسان، والإستالبرام من الأدوية المفيدة في علاج الوسواس القهري كما حصل لك، ولكن عادة يوصى بالجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وفيه يقوم المعالج النفسي بإجراء تدريبات معينة تكون في المجمل على منع الاستجابة للوسواس؛ لأن الاستجابة تؤدي إلى تكرار الفكرة ودوام الوسواس، على أي حال استفدت من استالبرام لمدة 6 شهور، ولكن أرى أن تزيد هذه المدة؛ لأنه حصل انتكاسة من قبل، والأفضل أن تمتد إلى فترة 9 شهور، ويا حبذا لو استطعت أن تجمع معه علاجا سلوكيا معرفيا، وإذا كان في إمكانك التواصل مع معالج نفسي للجمع بين العلاج الدوائي وعلاج سلوكي معرفي فذلك أفيد -وإن شاء الله- عندما يتوقف العلاج الدوائي لا ترجع الأعراض مرة أخرى.

أما بخصوص الفلوتاب، فالفلوتاب طبعاً يحتوي على مادة مهدئة هي مادة (الانتي هستامين)، وليست علاجا محددا للوسواس القهري، وغالباً أنت تستعملها للقلق أو التوتر، ليس هناك تعارض بين الاستالبرام والفلوتاب، ولكني أرى أنه ليس فيها ضرورة، وهي لا تعتبر علاجا مباشرا للوسواس القهري وإن استطعت أن تجمع بين العلاج السلوكي والاستالبرام، ومن العلاج السلوكي أن تمارس الاسترخاء (2136015) فهذا سوف يغنيك من استعمال الفلوتاب...

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً