الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نحن أسرة نملك كل شيء إلا شعور السعادة والحب من والدينا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله جهودكم، وشكرا لكم على هذا الموقع.
أنا فتاة أعيش مع عائلة كبيرة لا ينقصها شيء -ولله الحمد- إخوتي يحاولون جاهدين إسعاد أبي وأمي، لا توجد مشاكل في حياتنا -ولله الحمد- نحن أبناء صالحون وناجحون في الحياة العملية، مع ذلك لا يبدو السرور على والديّ أبداً.

مهما حاولنا إسعادهما يقابلان ذلك بالعصبية والبرود، وأيضاً لا أشعر بحنان الوالدين أبدا؛ لدرجة أنني نسيت متى أخذتني أمي أو أبي في حضنهما، نادرا نجلس ونضحك ونتناقش بشكل عادي، أبي دائماً يحاول الاستخفاف بآرائنا، مع أن أبي وأمي طيبان جدا، وأنا أعلم ذلك، ولكن معاملتهما أصبحت تزعجنا أنا وإخوتي، لم نعد قادرين على برهما بسبب معاملتهما لنا.

أنا شخصيا إنسانة عصبية، أتضايق من تصرفاتهما، فأتكلم بما في قلبي إذا لم يعجبني، وأندم على ذلك، ولكنهما لم يتركا لي مجالا لبرهما، بدون مبالغة يعاملون الخادمة أفضل منا، يقابلونها بالابتسامة، ونحن لا نجدها، كل ما نريده هو ابتسامة وقلوب راضية، أشعر دوماً أنهما ليسا راضيان عنا، وأمي كثيرة الدعاء لو ناقشتها في موضوع وكان مخالفاً لها، حيث تدعو علي فورا.

لم يربونا على اللباقة واللطف فيما بيننا، حتى أمي لو احتضنت أحدا منا نستغرب من ذلك، لم نعد نستطع تخطي ذلك الحاجز بعد كل هذه السنين، ولا يوجد بيني وبين أمي سر أو حديث خاص.

أنا لست مرتبطة، وعلاقتي بصديقاتي المقربات ضعفت بسبب انتقالهم، أحتاج العطف والحنان من أهلي، رغم أنني لا أظهر ذلك، ولكني أحتاج شخصا يحبني، لا أنكر تشجيع والدي لنا في الدراسة، ومعاملتهما الجيدة، ولكن نفتقد التواصل الحقيقي، الحب الحقيقي، احترام الرأي الآخر، إظهار الحب ورؤية السعادة في أعينهما.

أعتذر على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moneera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، ونسال الله أن يتولاكم بحفظه، وبعد الاطلاع على ما تقدم فيمكن أن نشير عليك بالآتي:

- احمدي الله تعالى على ما أنت فيه من نعمة، أسرة صالحة ليس فيها مشاكل، وأب وأم طيبون، وإخوة بارون بهما، هذه نعمة إذا شكرت الله عليها زادك الله خيرا.

- أنت في بداية شبابك وعاطفية وتحبين من الآخرين وخاصة الأبوين كلمات وأفعال الحب والحنان، فلا تجدينها كما ذكرت بالشكل المطلوب، فأنا أنصحك أن تبدئي مع الوالدين، وقولي: أحبك يا أبي، أحبك يا أمي، وسترين الجواب أفضل مما تتوقعين، وعندما يتحدث الأبوان مع أبنائهم مهما كان مستواهم العلمي، فلا يحبان أن ترد وجهات نظرهم، فإذا أردت تقديرا من أبويك ابدئي أنت، وقدري وجهات نظرهم، حتى لو كانت خاطئة، فستجدين تقديرا جيدا منهم نحوك.

- مسألة أنك ترين من الوالدين تذمرا وعدم السعادة وعدم الرضا من البر، فلعل السبب أن هناك تقصيرا من قبلكم، أو لعله كبر السن، أو لعلهم يعانون من مرض، ثم لا يلزم شرعا ولا عرفا أن الوالدين يشكران أبناءهم على البر بهم، ويكفي أنهما غير ساخطين على أبنائهما، والمهم عليكم الاستمرار في برهما فهذا هو الواجب عليكم.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً