الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أرجع كما كنت متفوقة، فكيف ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة كنت متفوقة في دراستي، فقد حصلت على شهادة البكالوريا بتقدير جيد، بعدها التحقت بكلية العلوم ببلدي، لكني لم أكمل؛ لأنني التحقت بكلية بفرنسا، فشاء الله أن أدرس الميكانيكا، وأنا لم أفكر قط أن أدرس هذه الشعبة، لكنه القدر وظروف مجيئي إلى هذا البلد، لم أحبها؛ فلم أستطع النجاح، كما أني عانيت كثيراً مع الأساتذة هنا لرفضهم للحجاب، كانوا يهملونني داخل القسم، وطالما أحسست بالوحدة، وندمت كثيراً لمجيئي، هذا بالإضافة إلى ابتعادي عن أهلي ومن أحب.

أما الآن فقد التحقت للمرة الثالثة بكلية هندسة الكمبيوتر، وهذا اختياري أنا، وأريد أن أنجح بتفوق حتى أعيد الثقة التي فقدتها في نفسي، وأعوض ما فاتني في بداية السنة الدراسية، كانت همتي عالية لا أضيع وقتي، أدرس كثيراً، لكن لم أفلح في الامتحان الأول، وأستأت كثيراً، لكن إيماني بالله يعطيني القوة.

المهم هو أن أعرف أين هو الخلل، فأعينوني، جزاكم الله خيراً، وأنا شاكرة لكم، لكم أرغب بتذوق طعم النجاح ثانية؛ فأسعد وأفرح قلب والدي، أستسمح للإطالة عليكم، أتمنى أن تجيبوني بسرعة، فالامتحانات على الأبواب.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي أن تحقيق النجاح لا يأتي هكذا بالتمني، وإنما يحتاج إلى جهد ومثابرة وحماس، وكلما كان هدفك واضحاً بالنسبة إليك، وكلما كنت مؤمنة بقدراتك وإمكانياتك، وكلما كنت ملتزمة بالنجاح ومثابرة عليه، استطعت أن تحققيه بإذن الله تعالى، واسمعي إلى قول الشاعر ـ وهو يصف الإنسان الذي يريد أن يصل إلى قمة المجد ويصعد سلم النجاح:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

والإنسان الذي يريد أن ينجح يعرف التحدي ولا يعرف المستحيل، يعرف النجاح ولا يعرف الفشل، يعرف كيف يتحمل المسئولية، وكيف يبذل الجهد، وكيف يصل إلى النتائج التي يريد أن يحققها، والإنسان الناجح هو الذي يبذل ما في وسعه، ويبذل أقصى ما يستطيع من جهد واجتهاد، وتضحية، ووقت، ويصبر حتى يصل إلى بغيته؛ لأنه يعرف طعم النجاح، ولا يرضى به بديلا.

ولقد رأيت فيك الهمة العالية ـ ولله الحمد ـ فارتقاء المجد، والوصول إلى الهدف يحتاج منك إلى صبر وعزم، وبإذن الله تعالى ستحققين ما تصبين إليه، ولكن أنصحك أن تحذري من اللصوص الذين يسلبون من الإنسان قدراته ومهاراته، إنهم لصوص الطاقة، مثل: القلق، وتشتت الذهن، والتعب، والإنهاك، فحاولي أن تواجهي هذه اللصوص بقوة الإيمان وقوة الاعتقاد، واسمعي إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

وإذا أردت النجاح، فعليك بالخطوات التالية:

1 - أن تقومي إلى الصلاة في أول وقتها.

2 - عليك بقراءة القرآن، وكثرة الأذكار في الصباح والمساء.

3 - استعيني بالدعاء في جميع أمورك.

4 - استعيني بالرفقة والصحبة الصالحة التي تعينك في دينك ودنياك.

5 - ادرسي الشيء الذي ترغبين وتميلين إليه، وابتعدي عن الشيء الذي لا ترغبين فيه.

6 - اتركي دائماً باب الأمل مفتوحا، ولا تيأسي، ولا تقنطي، واعلمي أن مع العسر يسرا، ومع الضيق يأتي الفرج بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً