الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاطيت الحشيش وأصبت بحالة من الوسواس والانفصال عن الواقع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لإسلام ويب، وشكراً لكم على المجهودات التي تقومون بها، وشكرا لجميع المساهمين جزاكم الله خيرا على ما تفعلون.

أنا صاحب الاستشارة رقم: 2319009 كنت قد تعاطيت الحشيش مرة، ثم أصبح لدي وهم بأنني لست في الواقع، وكأنني في حلم، مع ألم دائم في الرأس ودوخة، وعدم النوم بسبب الوسواس، وأشعر بأنني سأصاب بالجنون.

ذهبت إلى الطبيب المختص بجراحة الدماغ وقام بعمل أشعة للرأس وهي الشبكة، وتحاليل للدم، وكانت النتائج سليمة، وأعطاني دواء لكي أنام وهو laroxyl 25 mg، ودواء آخر لتقوية الذاكرة لأنني أعاني من تشتت التركيز وهو tonitec، فهل هذه الأدوية جيدة لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم: -كما ذكرتُ- في ردودٍ على استشارات سابقة: تعاطي سيجارة واحدة من الحشيش ولمرة واحدة، أو بعد مرات عِدَّة قد يؤدي ذلك إلى حدوث هلع وقلق وتوتر، وتستمر هذه الأشياء أحيانًا حتى بعد التوقف من تعاطي الحشيش نهائيًا، ولكن بالعلاج تنتهي وتختفي، وهذا ما حصل معك.

ما تشكو منه -يا أخي العزيز- ما هي إلا أعراض قلق وتوتر، ومخاوف وسواسية، وهي أيضًا أعراض من أعراض القلق والتوتر، وهو ناتج عن تعاطيك للحشيش، وهذا مرض نفسي، أو هذا اضطراب نفسي محض، ولا يكون هناك خلل في المخ، ولذلك كل الفحوصات والاختبارات التي أُجريتْ لك بواسطة جرَّاح المخ والأعصاب كانت سليمة، وهذا متوقع -يا أخي الكريم-، وحتى عدم التركيز، وكل ما تشعر به هو ناتج من حالة الهلع والتوتر والقلق، فأنتَ لا تحتاج لمنشطات ذاكرة، بل تحتاج لعلاج للتخلص من الهلع والتوتر والقلق، ويعود كلُّ شيءٍ طبيعيًا بعد عدة أسابيع أو شهور.

أنا شخصيًا أفضِّل أن أُعالج مرضاي الذين يُراجعونني وهم على هذه الحالة بالأدوية التي تنتمي لفصيلة أو لمجموعة (SSRIS)، والتي تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الدماغ، وهذه تجربتي في الفترة الأخيرة، وكثير من المرضى يتحسَّنون عليها.

(laroxyl) واسمه العلمي (إيمتربتالين)، هو مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات، ومُهدئ في الوقت ذاته، وجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا عادةً جُرعة خفيفة أو بسيطة، قد تكون مُهدئة، ولكن لا تُعالج القلق والتوتر بدرجة كبيرة، لكنَّه دواء مناسب، المهم الاستجابة له، وذهاب الأعراض التي تشكو منها، وهذا يحدث بعد فترة من الوقت.

فإذًا عليك الاستمرار في تناول (laroxyl)، وتنظر وتلاحظ هل ذهبت الأعراض أم لا؟ وإلَّا فعليك الذهاب إلى طبيب نفسي وليس جرَّاح مخ وأعصاب، هذا اضطراب نفسي -يا أخي الكريم- إذا لم تختف هذه الأعراض بدواء (laroxyl)، عليك مراجعة طبيب نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن فاطمة

    اسأل الله ان يشافيك و يعافيك .... ويثبتك ويقوي عزيمتك .....

  • الجزائر Chouaib

    نفس الحالة معي منذ ثلاثة أشهر ربي يشافينا أن شاء الله كيف هي احوالك اليوم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً