الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني التخلص من وسواس المرض والخوف من الموت؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري عن الأمراض، والخوف من الموت، وأتناول سيبرالكس منذ 2012 جرعة 10 ملج، ازدادت في بعض الفترات لمدة بسيطة، ورجعت لهذه الجرعة البسيطة مرة أخرى.

أخشى دائما أن أمرض مثل أبي وأمي -رحمهما الله- حيث كانا مصابين بالسرطان والضغط والسكري، وكانت أمي تعاني من شبه خرف.

أنا أعمل، وحياتي طبيعية جدا، وأمارس كل الأنشطة، ومداومة على الأذكار والصلاة والورد اليومي، ولكني تعبت من هذا الوسواس الذي يعكر مزاجي، وأريد التوقف عن الدواء، والرجوع قبل أربع سنوات من اكتشافي لنوبة الهلع التي أصابتني، وبسببها بدأت العلاج.

قرأت كثيرا عن هذا الوسواس، والتحكم في الانفعالات، ولكني حتى الآن لم أستطع اتخاذ القرار بوقف الدواء خوفا من الانتكاسة، فكيف أتخلص من الداء والدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
قلق المخاوف الوسواسي من النوع الذي تعانين منه، يتطلب أن تكون المكونات العلاجية أربعة، وهي العلاج الدوائي، العلاج النفسي السلوكي، العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، هذه كلها يجب أن تتظافر وتتكامل لتؤدي إلى نتيجة علاجية سليمة.

العلاج السلوكي يتمثل في عدم مناقشة الوسواس أو المخاوف، إنما تحقيرها واستبدالها بفكر مخالف، هذا ليس مستحيلاً وليس صعبا أبداً، وعلى النطاق الاجتماعي الإنساني يصرف انتباهه، من خلال أن يكون نشطاً اجتماعياً، وعلى المستوى الأسري، وأن يحسن إدارة وقته، والرياضة نعتبرها علاجا نفسيا اجتماعيا ممتازا جداً، يجب أن تمارسي رياضة المشي، سوف تكون هي الأفضل في حالتك.

دائماً الخوف من الموت على النطاق السلوكي والاجتماعي يتعامل الإنسان معه أن يكون الخوف خوفاً شرعياً، وليس خوفاً مرضياً، والخوف الشرعي يتطلب أن يقنع الإنسان نفسه أن أمر الموت أمر حتمي، وأن الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه، وأن الموت لا مشورة حوله، والإنسان يسأل الله تعالى أن يعيش حياة طيبة، وأن يسأله العيشة الهنية والموتة السوية.

قطعاً أن تكون الصلاة في وقتها، وأن يكون الإنسان حريصاً على الأذكار والدعاء، أذكار الصباح والمساء ذات قيمة كبيرة جداً لردع الخوف، وكذلك الورد القرآني، دائماً يعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء رائع دواء ممتاز جداً، لكن أعتقد أنت محتاجة أن تتناوليه بجرعة 20 مليجراما، ليتم ما نسميه بالدعم الدوائي البيولوجي، و20 مليجراما يومياً لمدة 6 أشهر ستكون جرعة ممتازة جداً، ثم تخفض إلى 15 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم تستمرين على 10 مليجرام يومياً لمدة عام مثلاً، وبعد ذلك يخفض الدواء تدريجياً ليصبح 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يمكنك التوقف عن الدواء.

والتواصل مع طبيبك سيساعدك كثيراً -أيتها الفاضلة الكريمة- تنشيط الآليات العلاجية السلوكية والاجتماعية والإسلامية تقلل كثيراً من الحاجة للدواء، وحتى لو احتاج الإنسان للدواء لفترات طويلة، هذا لا بأس به أبداً، لأن هذه الأدوية سليمة وممتازة وفاعلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً