الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسارع مزمن ومستمر في القلب، هل هو بسبب القلق أم مرض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم على هذا الموقع المتميز، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.

عمري 26 سنة، أصبت قبل سنتين ونصف بحالة هلع وخفقان شديد، فذهبت إلى الطوارئ، وتم تشخيص حالتي بتاكي كارديا، بعد عمل تخطيط للقلب، وصف لي حبة أو نصف حبة ديجوكسين، وتم تحديد موعد لي مع طبيب الباطنية في اليوم التالي.

حالتي لم تتحسن، وكان التسارع مستمرا، فذهبت إلى المستشفى وأعطوني إبرة منومة، وفي اليوم التالي ذهبت للباطنية، وعملت تخطيطا للقلب، وكان النبض في تسارع، فأعطاني الطبيب حوالي 100 حبة إندرال 40مج، لاستعمالها لمدة شهر أو شهرين، وكانت تحاليل فقر دم والغدة الدرقية سليمة.

تم تحويلي لأخصائي نفسي، فتبين أن عندي قلقا نفسيا، وكنت في تلك الفترة أعاني كثيرا، وأتوقع أمراضا كثيرة، وأنام ساعتين فقط.

تحسنت نفسيتي -ولله الحمد-، وزال بعض القلق وليس كله؛ لأني ما زلت أعاني من تسارع في النبض مع أي حركة، ويزداد النبض عند الوقوف بشكل خاص، ويزداد أكثر إن كان الأكل دسما، فيزيد النبض وتأتيني خوارج انقباض بشكل مخيف.

فهل هذا بسبب القلق أم مرض في القلب؟ وهل يسبب القلق أو الاكتئاب تسارعا مزمنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تاكيكارديا يعني زيادة ضربات القلب، وهي ليست تشخيص إنما عرض، ويمكن أن تكون عرضا لمرض عضوي، أو تكون عرضا للقلق والتوتر، وإذا كانت زيادة ضربات القلب عرضا من أعراض القلق والتوتر النفسي، -وهذا ما يعنينا في هذه الاستشارة- فلا بد أن يصاحبها أعراض أخرى للقلق والتوتر، أعراض بدنية أخرى مثلاً وليس حصراً، مثل: التعرق الشديد، الرجفة، أو الرعشة، الألم في الظهر أو الرقبة، أو صداع، ألم في البطن، ضيق في التنفس، وأعراض نفسية، مثل: عدم الراحة والقلق والتشاؤم، والإحساس بأن شيئا خطيرا سوف يقع، ويؤثر هذا على الشخص في حياته، فيكون مصدر ضيق له، ولا يمكن تشخيص القلق والتوتر في وجود سبب عضوي ظاهر لضربات القلب، أو لعرض ضربات القلب لوحدها، بل لا بد من وجود الأعراض الأخرى لتشخيص اضطراب القلق.

وطبعاً قابلت طبيبا نفسيا، وتحسنت -كما ذكرت- بعد فترة، المهم أن لا يستمر القلق لفترة طويلة من الزمن، ولكن كما ذكرت تسارع القلب المزمن إذا لم تصاحبه أعراض القلق والتوتر الأخرى، فلا يكون سببه القلق والتوتر والاكتئاب، ومن الأسباب العضوية لتسارع ضربات القلب ضعف الدم وزيادة نشاط الغدة الدرقية، وكما ذكرت أنها كلها سليمة.

أنصحك بمقابلة طبيب نفسي آخر، وإذا أكد أن هذا مرض نفسي مئة في المائة، فلا بد من مواصلة العلاج النفسي للقلق، وبالذات الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تساعد على التقليل كثيرا من أعراض القلق والتوتر، وكيفية الاسترخاء: إما عن طريق التنفس العميق، أو الاسترخاء العضلي مع الرياضة اليومية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً