الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف حضور الاجتماعات والأماكن المغلقة، فما علاج حالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 27 سنة، أعاني من مشكلة التواجد وسط الناس، وأحس بقلق شديد، وارتباك، وتسارع خفقان قلبي وأتنفس بصعوبة، ويتسبب لي ذلك في خروج الريح مني بدون إرادتي، وأحس بحرج شديد، وأصبحت أخاف حضور المهرجانات، والاجتماعات، والأماكن المغلقة؛ خوفا أن تخرج مني الغازات وأحس بحرج شديد.

قد تصفحت العديد من المواقع الاجتماعية، وتبين لي من خلال ذلك أنني أعاني من مرض الرهاب الاجتماعي، وقرأت في إحدى المقالات أن دواء دوجماتيل أو زولفت يساعد في تخفيف الأعراض.

سؤالي: هل الأدوية المذكورة تساعد في شفائي؟ وهل تباع في الصيدليات الطبية بدون وصفة طبية؟

الرجاء مساعدتي؛ لأنني تعبت من هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أنت تعاني من اضطراب الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، حيث يكون هناك أعراض قلق وتوتر نفسي، إمَّا أعراض نفسية أو أعراض بدنية للقلق تكون في مواقف محددة، عند التجمُّعات أو التواجد وسط الناس، وتؤدي إلى تفادي هذه التجمُّعات حتى ولو لم تكن الأعراض مُحرجة، الشخص بمجرد حصول أعراض القلق والتوتر يتفادى هذه التجمُّعات.

العلاج عادة هو علاج دوائي، ويكون تحديدًا من المجموعة الدوائية التي تسمى الـ (SSRIS)، أو علاج نفسي سلوكي معرفي، والجمع بين العلاجين أفضل.

من أدوية الـ (SSRIS) المستعملة، هناك أدوية كثيرة فعّالة ومن ضمنها الـ (سيرترالين)، وأنا أفضل دائمًا استعمال هذا الدواء، والذي يُعرف تجاريًا (زولفت) أو أدوية الـ (SSRIS) لوحدها، ولا أُضيف دواءً آخر مثل الـ (دوجماتيل)، الدوجماتيل في الأصل هو دواء مضاد للذهان، ولكنه في جرعات صغيرة يُساعد على علاج القلق والاكتئاب، خاصة الأعراض الجسدية للقلق وللاكتئاب، وبالذات الأعراض الجسدية التي تكون في الجهاز الهضمي، لذلك قد يكون الدوجماتيل مفيدًا لك نسبةً لأعراض البطن والغازات التي تحس بها.

إذًا لا حرج أن تستعمل الزولفت حبة يوميًا مع الدوجماتيل أيضًا حبة يوميًا، ولكن من المهم أن تحاول أن تجد أيضًا علاجًا سلوكيًا معرفيًا، لأن العلاج السلوكي المعرفي يؤدي إلى تقليل جرعة الدواء الموصوفة، ويؤدي إلى عدم ظهور الأعراض بعد التوقف عن الأدوية.

أما بخصوص بيع الأدوية في الصيدلية بدون وصفة طبية: فهذا - يا أخي الكريم - طبعًا يختلف من بلدٍ لآخر، لكل بلد قوانين تحكم هذه الأشياء، ولكن في الغالب الأعم في معظم البلاد هذه الأدوية تحتاج إلى وصفة طبية، ولا تُصرف بواسطة الصيدلي أو الصيدلية مباشرة مثل البنادول ومسكنات الألم والأدوية الخفيفة، هذه من الأدوية المصنفة التي تحتاج أن تُصرف بواسطة طبيب.

العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً