الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظام عملي يسبب لي القلق واضطراب النوم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، وأعاني من نوبات القلق والاكتئاب في فترات متقطعة، وذلك بحكم عملي، والذي يعتمد على الورديات، وعلى حسب الضغوط التي تمر خلال العمل، تراودني الأعراض عند اقتراب رمضان، فأفكر بالعمل والصيام والنوم، وتتأثر نفسيتي كثيرا، أستذكر كل الذنوب التي قمت بها، وأندم ندما شديدا، فلا يمكنني النوم والاسترخاء، وعند مخالطة الناس تخف الأعراض، ولكنني بعد العمل وعند العودة للبيت تهاجمني الأفكار.

عانيت سابقا من الوساوس، مثل وسواس النظافة، وعند الصلاة أفكر بأشياء لا أريد البوح بها، أصبحت عصبيا ولا أحتمل أي شيء، وعند الغضب أعاني من الرجفة بيدي، أشعر بها حينما أتكلم، وكذلك عند الخوف.

خائف من زيارة العيادة النفسية، ولا أرغب بتناول الأدوية، فقد سمعت أحد المشايخ يقول "إذا تناول الشخص أدوية نفسية فليس لديه إيمان بالله"، وأنا شخص -الحمد الله- أخاف ربي، ولكنني غير ملتزم، وأحب عملي، وكوني موظف وغيري لا يجد وظيفة، أعاني من بعض الأشياء السلبية منذ صغري، وأنا متعايش معها، ولكنني بعد العمل والزواج أريد علاجها، فأنا أرغب بالسعادة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا للأسف عمل الورديات يؤثِّر على نوم الإنسان، وطبعًا النوم بالليل أفضل من النوم بالنهار، ولكن من كرم الله تعالى وفضله معظم الذين يعملون في الورديات يستطيعون أن يتأقلموا على نوم النهار، المهم أن يأخذ الشخص وقتًا كافيًا من النوم في النهار إذا كان يعمل ليلاً، بل يحتاج الإنسان إلى ساعة نوم أطول في النهار لتعويض نوم الليل، وهذا هو المهم، وأن تُهيأ البيئة الصالحة للنوم، بأن تُغلق الغرفة جيدًا، ولا يكون بها إضاءة ولا ضوء، أي: المكان المناسب للنوم في النهار، و-بإذن الله- يتم تعويض السهر بالليل.

طبعًا الوساوس والقلق هي أمراض نفسية، مثلها مثل الأمراض الأخرى، تحتاج إلى علاج، وثبت أنها نتيجة لاختلالات في الناقلات العصبية في مخ الإنسان، خاصة السيروتونين، وأن هذه الأدوية تساعد في علاج هذه الأمراض بجعل السيروتونين متاحًا أكثر في الناقلات العصبية، وهناك شيوخ كثيرون ورجال دينٍ أكدوا على هذا الشيء، وذكروا أن الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض الأخرى، يمكن علاجها، مثل أمراض الجسم.

أرى أن تذهب إلى طبيب نفسي لمعاينتك معاينة تامَّة، ومن ثمَّ إعطاء العلاج المناسب لك، والعلاج قد يكون بالأدوية وقد يكون علاجًا نفسيًا، ليس من الضروري أن يكون بالأدوية فقط، ولكن يمكن أن يكون بالعلاج الدوائي والعلاج النفسي، فما عليك إلَّا أن تذهب إلى طبيب نفسي لمقابلته، ومن ثمَّ الوصول إلى التشخيص الصحيح، وإعطاءك العلاج السليم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً