الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق ومخاوف المستقبل والأمراض، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أنا فعلا إنسان قلق ومتوتر من الأمراض والمستقبل لأني أخاف، فأنا أشخص نفسي أني شخصية قلقة وأخاف من الأمراض والمستقبل عندما أفكر فيه، خاصة عند سماع الأخبار السلبية.

عموما منذ سبع سنوات بدأت المشكلة عندما شعرت بضيق وألم في البطن، وكان التشخيص قولوناً ونزلة معوية، وقتها بدأ معي الوسواس من الموت والمستقبل والقلق المستمر، وجاهدت نفسي بدون أدوية، وبعد سنة بدأت تتحسن حالتي؛ لأني أصبحت أقرأ كتب تطوير الذات والبرمجة، فالمواضيع المحفزة والمفرحة هدأت من الحالة عندي، ومن وقتها وأنا مبتعد عن الشاي والغازات وخففت من الدهون بسبب القولون، وقبل سنتين عملت تحليلا للجرثومة وطلعت معي، وأخذت علاجها، وبعد علاجها بدأت حياتي للأفضل بشكل مريح نفسيا لي، مع وجود الأفكار الوسواسية والقلق، لكن بصفة عامة أفضل من قبل، وصرت -الحمد لله- مرتاحا.

هذه السنة -وتحديدا بعد العيد- جاءتني أيضا نزلة معوية، ومن وقتها رجعت لي نفس الحالة النفسية والقلق والأعراض من كتمة ودوخة وما يصاحبها، كأني رجعت للحالة التي جاءتني قبل 7 سنوات، راجعت طبيبيْ باطنية، أحدهما قال: القولون والمعدة سليمة عندك، السبب نفسي فقط، وأعطاني دوجاتاميل 50، لكن لم يحدد لي طريقة معينة لأخذه وكم أحتاج، قال لي خذه كما تريد، وفي الحقيقة أنا غير منتظم فيه لأني أخاف أن أدمن عليه، الطيب الآخر قال لي عندك التهاب قولون، بالإضافة للحالة النفسية تزيد الأمر.

حسب ما قرأت في موقعكم أن حالتي تسمى نفسوجسدية؛ لأني فعلا أنا لا أتعب نفسيا إلا بعد أن أشعر بشيء بالجسد من صداع أو دوخة أو جفاف الريق أو خفقان وغيره من أعراض.

أريد تشخصيكم ونصيحتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ m12345 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشخص صاحب الشخصية القلقة طبعًا يكون في حالة توجُّس وقلق وشدٍّ دائمًا في الحياة، ولكن قد يتأقلم مع هذه الشخصية، إلَّا أنه عندما يتعرض لأي مشكل في الحياة أو حدثٍ معيَّنٍ تأتيه أعراض قلق وتوتر ظاهرة، وهذا ما يحدث معك -أخي الكريم- مثل الخوف من المستقبل، أو المخاوف الوسواسية، أو الخوف من الموت.

هذه طبعًا أعراض قلق واضحة، وكما ذكرتُ قد تأتي عند ظروفٍ أو أحداث حياتية معيَّنة.

الدوجماتيل -أخي الكريم- هو في جرعات صغيرة مضادٌ للقلق، خاصة الأعراض الجسدية، وخاصة في الجهاز الهضمي، وجرعته خمسين مليجرامًا -كما ذكر لك الطبيب- ويمكن أن يُؤخذ مرة واحدة في اليوم إلى ثلاث مرات، وهو لا يُسبب الإدمان على الإطلاق، يمكن أن تأخذه لمدة شهرٍ أو شهرين أو ثلاثة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه.

أما من ناحية أن لك شخصية قلقة ومتوترة، فتحتاج إلى علاج نفسي، تحتاج إلى جلسات نفسية لفترة معينة من الوقت حتى تمتلك مهارات تُساعدك في كيفية الاسترخاء، وفي كيفية التخلص من التوترات النفسية والقلق الدائم، وهذا يُساعدك في التأقلم مع مشاكل الحياة والظروف المعينة، حتى لا تحدث لك أعراض قلق وتوتر، والعلاج النفسي هذا قد يستمر لبعض الوقت، وهو أهم شيء لعلاج الشخصية القلقة، الأدوية عادةً لا تُعالج سمات الشخصية، ولكن علاجها نفسي في المقام الأول، الأدوية فقط تُعالج أعراض القلق والتوتر، ولكن سمات الشخصية القلقة تحتاج إلى علاج نفسي -كما ذكرتُ- لفترة طويلة.

عليك بالمثابرة والمتابعة مع المعالج النفسي حتى تتخلص من سمات القلق لشخصيتك، أو على الأقل تتأقلم معها وتتواءم معها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً