الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضايق الخطيبة من خطيبها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوضع لا يحتمل الانتظار، ومشكلتي هي ـ يا سيدي ـ أني قد خطبت إحدى الفتيات وهي بنت طيبة وعلى خلق عال وذات دين، ولكن ليست ملتزمة تماماً، وكلنا هذا الرجل، وذات جمال وأصل وبذلك هي تحمل جميع الشروط، وخطبتها منذ ثلاثة أشهر، أما عنها فهي حساسة ورقيقة كلمة صغيرة تسعدها وهي متعلقة بوالدها جداً وتحبه لحنانه وعطفه عليها لدرجة أنها قد لا تعترض عليه حتى لا تغضبه حتى لو كان ضد مصلحتها لدرجة أنها كانت ستوافق على أحد المتقدمين لها كي تخرج من ضغط الأهل وهي لا تريده لولا أن نصحتها إحدى زميلاتها.
وكانت هذه أول مشاكلي حيث أنها تريد واحداً مثل والدها في طيبته، وصارحتني مرة أنها تحلم بكوابيس ليلاً بأني أصرخ فيها وأضربها فقلت لها: إني لست هذا النوع من الرجال أبداً، ولا أريد أن أكونه، وأن الأيام ستثبت لها ذلك، وبالفعل اقتنعت بذلك وهدأت نوعاً ما أو هكذا ظننت، فكنت أكلمها هاتفياً يومياً للاطمئنان على صحتها وصحة العائلة فقط لا أكثر وأزورها مرة في الأسبوع كي نتعارف أكثر وأكثر.
وكنت أنا وأهلي قد اتفقنا مع أهلها أن فترة الخطبة سنتان، وهم فهموها سنة ونصف، هذا غير الإلحاح على مواضيع أخرى ونحن حتى لم نكمل 3 أشهر، ولكني كنت أصبر وأحاورهم بهدوء ووجهي مبتسم وأناقش خطيبتي نفسها في هذه المواضيع فكانت تقول لي: إنها لا تحب أن تناقش هذه المواضيع معي كي لا أغضب، ولكني أقول لها: إني أتقبل الاختلاف ولكنها تصر فأتركها على راحتها.
وكنت أقول لها من ضمن ما أقول: إن عليها أن تكون دائماً قادرة على اتخاذ القرار، وأن تناقش بهدوء، وأنه ليس لأحد مهما كان أن يقرر مصيرك، كل هذا بأسلوب هادئ جداً، وكنت أقول لها: هذه ليست دعوة للتمرد أو العصيان على الأهل، ولكنها ممارسة لحقي المكفول من الشرع حيث أنه ليس هناك سلطة مطلقة إلا لله تعالى، أتراني أخطأت في التوقيت أم ماذا؟
وبعد زيارتي الأخيرة اتصلت هي بأختي، حيث أنها صديقتها من 10 سنوات ولم أكن أعرفها حينها إلا في جلسة التعارف، وقالت لها: إنها تعاني من الضيق والاختناق ليلاً، وتظل تبكي وتحلم بكوابيس حتى إنها لا تنام معظم الليل خوفاً من هذه الكوابيس، وأنها ليست مرتاحة للموضوع برمته، فقالت لها أختي: لماذا؟ ردت لا أدري!! فسألتها أختي: "ألم يكن هناك قبول؟ فردت: آه، وكنت فرحانة جداً ومبسوطة بالموضوع وأخوك يستاهل كل خير وأهلي معجبون به"، فترد أختي: "إذن ما هي المشكلة؟" فترد: "ما أعرف، والله بس أنا مخنوقة ومتضايقة وغير مرتاحة، ولما أخوك يأتي أكون متضايقة وأطلع الكلمة بالعافية، هذا غير أني أسرح وأتوه كثيراً منه".
مع أني ـ يا سيدي ـ لا ألحظ ذلك بل أراها متابعة وتتحاور معي وتضحك عندما أقول دعابة أو شيئاً ما، ومن ضمن ما قالته لأختي: أنها لا تريد لي أن أرتبط بفتاة مترددة ومهزوزة، وأنها لن تتزوج، وأخذت تبكي، ولا تأكل لدرجة أن وزنها نقص! هكذا قالت لي أختي، وأنا لا أدري ما المشكلة: هل هي في فعلا، وأنها لا تريدني بالرغم مما قالته لأختي وما أحسه أنا؟ أم أنها عقدة لديها وخوف من الزواج؟ إن كانت الأولى فسأنسحب وإن كانت الثانية فما الحل؟ وهل تحتاج إلى علاج نفسي أم ماذا؟ ملحوظة: أنا عندي (25 سنة)، وهي (24 سنة).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله أن يعيننا وإياك لما فيه الخير والرضا.
وبخصوص أمر خطيبتك أخي، وسؤالك عن الحل، فأقول لك كما قلت أنت أن أمرها لا يعدو من احتمالين:
الاحتمال الأول: أنها لا تريد الارتباط بك، ولكن لا تستطيع المواجهة؛ لأنها لم ترتكز على سبب وجيه، وهذا موجود في كثيرٍ من البنات، تحاول أن تصبر عن رفضها بأساليب متعددة.

ولكن أرى أنه يمكن الوصول إلى حقيقة أمرها بشتى الطرق، وذلك بأن تذهب إليها أختك وتصارحها في أمر الزواج وهل تريده أم لا؟ حتى تستخلص منها الحقيقة، ومن الأساليب أيضاً أن ترسل أختك فتاة عاقلة فاهمة، وتذهب إليها وتستجوبها لتعرف أمرها، فإن انجلى أمرها بأنها لا ترغب حقيقةً في الزواج، فأرى إنهاء الخطبة، وتنفصلا بالتي هي أحسن فيما يتعلق بالحقوق المالية المدفوعة.

وإذا توصلت إلى أنها ترغب فيك كزوج، ولا تفكّر في غيرك، إلا أنها تخشى الزواج باعتباره حياة جديدة وأمر مخيف لها، فهنا يمكن علاج المشكلة، وذلك بتدخل زميلاتها التي يقربن من سنها وتزوجن، يحدثنها عن الزواج، ثم تدخل أمهاتكم في الأمر حتى تطمئن نفسها ويزول خوفها.
وكل هذه الأمور يمكن التوصل إليها ببساطة ويسر، فلا تنزعج أخي ولا تقلق، فهذه فترة خطوبة تتطلب التريث والدقة، ولا تنس أن تستخير الله في هذا الزواج.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً