الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في المستقبل ووسواس الأمراض يسيطران علي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

في البداية أود أن أشكر المشرفين على هذا الموقع الرائع، أما بعد:

قبل 3 أشهر أصبت بنوبة قلق، فأصبحت الوساوس تأتيني عن كيف أمشي؟ كيف أتكلم؟ فلم أعد أشعر بنفسي، كأنني في حلم، واستمر معي الأمر لمدة شهرين تقريبا، لكن الآن أوشكت على التعافي من الوسواس، يذهب ويعود أقوى، فقدت طعم الحياة، وأصبحت أفكر في الوسواس والماضي طول النهار كله حتى أنام.

وفي الأسبوعين الأخيرين قرأت عن مرض الاكتئاب فأصبح هذا الكابوس يطاردني، وسواس الخوف من الأمراض النفسية والتفكير في المستقبل.

من فضلكم ما تشخيص حالتي؟ مع العلم أنني كنت شفيت تماما، فعاد الوسواس من جديد، هل يمكن تخطيه بدون أدوية؟ مع العلم أنني أشعر بحزن وقلق شديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Younesach99 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس دائماً مصحوب بقلق نفسي في معظم الحالات، والإنسان أيضاً قد يأتيه شيء من الخوف وعدم الشعور بالطمأنينة، وهذا قد ينتج عنه ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، أنت الآن بالفعل لديك قلق الوساوس، وأتاك ما يمكن أن نسميه بنوبة من عسر المزاج، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب، فإن شئت يمكن أن تسمي حالتك بأنها قلق اكتئابي وسواسي.

وهذه ليست درجة كبيرة من المرض أبداً، ولا أريدك أن تعتبر نفسك أنك تعاني من ثلاثة أمراض، يعني القلق، الوسواس، والاكتئاب، لا هي كلها تأتي تحت ما يسمى بالاضطرابات الوجدانية، و-إن شاء الله تعالى- كلها من درجة بسيطة، أتمنى أن يكون هذا الشرح المبسط مفيداً بالنسبة لك -أخي الكريم-.

ومبادئ العلاج ستظل كما هي، أن تتعامل مع الوسواس من خلال التغافل والتحقير والتجاهل التام وصرف الانتباه، وأن تكون أيضاً إيجابياً في تفكيرك، هذا يساعدك كثيراً في تحسين المزاج وإزالة الخوف، وأيضاً كن معبراً عن ذاتك، لا تحتقن لا تكتم، هذا يعالج القلق بصورة إيجابية جداً، ويجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تحسن إدارة الوقت، وأن تحرص على صلاتك في وقتها والدعاء، وتلاوة القرآن، الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء فيها طمأنينة كبيرة جداً للإنسان، فاجعلها هي ديدنك في الحياة.

أرجو أيضاً أن تمارس الرياضة، نحن دائماً ننصح بالرياضة؛ لأن الفوائد العلاجية النفسية للرياضة أصبحت مثبته ولا شك في ذلك، فاحرص عليها، وحاول أن تكون شخصاً فعالاً في عملك، وكما ذكرت لك التواصل الاجتماعي مهم جداً، وكن دائماً حريصاً على أن تفكر في المستقبل بصورة إيجابية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أراك محتاجاً له، لكن إن اشتدت عليك هذه الأعراض وكانت مزعجة، فلماذا لا تتناول شيء بسيط ليساعدك في انقشاعها وزوالها بأسرع فرصة ممكنة، من الأدوية الطيبة عقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين، يمكن إن احتجت له أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بـ 25 مليجراما، أي نصف حبة تناولها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي 50 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا دواء بسيط، وأعتقد أن تناول الدواء فائدته أنك سوف تكون أكملت المسارات العلاجية الأربعة، وهي العلاج النفسي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي والعلاج الدوائي، هذه حين تتمازج مع بعضها البعض دائماً تقود -إن شاء الله تعالى- إلى التعافي الكامل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً