الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأدوية الموصوفة لي تعالج نوبات الهلع التي أعاني منها؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ خمس سنين انتابتني نوبة هلع، وظننت أن قلبي سيتوقف، وبعدها استولى علي وسواس الموت والأحلام، وكل حلم أفسره بالموت.

ثم بدأت الأعراض تزداد سنة بعد سنة، حيث كانت عبارة عن: ضيق، ووسواس المرض والموت، وكتمة، وضربة قوية في القلب، على الرغم من سلامة التحاليل، وبقيت هكذا 6 سنوات، ثم ذهبت لأخذ استشارة من طبيب، فوصف لي: alpraz و nodep، تناولته لمدة 4 أيام ثم تركته؛ بسبب ظهور الطنين، وتأخر القذف، ثم ذهبت لطبيب آخر، فوصف لي: zipam و alperid و calmare، فهل هذه الأدوية جيدة للوسواس والأعراض التي أعاني منها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

النوبة التي أتتك هي نوبة هلع أو فزع –كما تفضلت– وبعد ذلك انتهى بك الأمر إلى ما نسمّيه بقلق المخاوف الوسواسي، لكنه من الدرجة البسيطة.

هذه الحالة شائعة، وهي بالفعل مزعجة نسبةً لأن الأفكار في بعض الأحيان تكون فيها الكثير من الإلحاح والإصرار؛ ممَّا يُسبِّب إزعاجًا كثيرًا للإنسان.

أنا أقول لك: تجاهل هذه الأفكار تمامًا، وتوكّل على الله؛ فالأعمار بيد الله، وانطلق في الحياة؛ هذا أهم شيء. لا تعطّل حياتك أبدًا، لن يحدث لك أي مكروه إن شاء الله تعالى.

لا تُكافئ هذه الأعراض وتزيدها وتجعلها تكون أكثر قوة واستحواذًا من خلال تحليلها والاهتمام بها، والبحث في طبيعتها، والتنقُّل من طبيب إلى طبيب، اترك هذا الأمر تمامًا؛ وهذا علاج أساسي.

نمط حياتك أيضًا يجب أن يكون إيجابيًا وفعّالاً، وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي والحرص على الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن كوردٍ يومي وأذكار الصباح والمساء مهمَّةٌ جدًّا لصرف النظر عن هذه الأعراض.

اجتهد في عملك، البيع والشراء من أفضل الأعمال إذا أتقنها الإنسان وكان صادقًا وأمينًا ومنضبطًا، وأحسبُ أنك إن شاء الله تعالى من هؤلاء.

لابد أن ترفّه على نفسك بما هو طيب وجميل؛ هذا مهمٌّ جدًّا؛ فهو يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض. طبِّق تمارين استرخائية، أي نوع من التمارين الاسترخائية، كتمارين التنفس المتدرج، وحتى الرياضة أيضًا تفيد الإنسان كما ذكرنا سلفًا.

الأدوية التي ذكرتها –أيها الفاضل الكريم– مسمياتها تجارية، وليست معروفة لدي، ربما يكون عقار (zipam) هو عقار (فاليوم Valium) المسكِّن. عمومًا أنا لا أستطيع أن أنتقدها لأني لا أعرفها، وسوف أذكر لك الأدوية المشهود لها بالفعالية، هنالك عقار يُسمَّى (سيرترالين Sertraline) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت Zoloft) أو (لوسترال Lustral) وقد تجده أيضًا تحت مسمَّى تجاري آخر، هذا هو الدواء المثالي الذي يُساعد حالتك، ولا تحتاج إلى أدوية كثيرة، دواء واحد فقط إذا استعملته بالتزام سوف يفيدك.

أنا أريدك أن تذهب إلى الطبيب وتعرض عليه مقترحي هذا، وأنا متأكد أنه سوف يوافق إن شاء الله تعالى، ولا تنس أن تُطبِّق ما ذكرته لك من إرشادات نفسية وسلوكية وإسلامية واجتماعية؛ هذه هي العناصر الضرورية والرئيسية التي يجب ألَّا تغفل عنها أبدًا.

سوف أذكر لك جرعة السيرترالين: ابدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء سليم؛ فهو لا يؤثِّر على الهرمونات أبدًا، ولا يُسبِّب الإدمان، ربما يزيد قليلاً من الشهية نحو الطعام، كما أنه ربما يؤخّر القذف المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين، لكنه لا يؤثّر على الذكورة ولا خصوبة الرجل، فأرجو أن تطمئن تمامًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً