الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تبت من الذنوب عدت إليها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ صغري وأنا أرتكب الذنوب والمعاصي من النظر ومشاهدة النساء، وفعلت المحرمات، وكنت لا أصلي، وكنت غير مهتم لدراستي، ومع أن والدي صالحان .

وعندما قررت التوبة واللجوء إلى الله تزوجت في عمر مبكر من أجل الابتعاد عن النساء، وبعد زواجي بشهرين أصبت بالاكتئاب، وأخذت العلاج، ولكن الضيق في صدري لا يفارقني، وأصبت بوسواس قهري بوجود الله ووحدانيته، وبحسن خلق زوجتي.

وأنا الآن طالب شريعة إسلامية في تركيا لكن نفسي أمارة بالسوء، أي كل ما قررت أن أبدأ الصلاة في المسجد تثاقلت كثيرا، أذهب مرة أو مرتين وأترك، أو قررت أن أزيد في طلبي للعلم تثاقلت عن طلب العلم وعدت لكثرة التمدد ومشاهدت المسلسلات والتقليب في صفحات الإنترنت، وتركت التدخين أكثر من خمسين مرة، ولكن كلما ضاق صدري عدت إليه مجددا.

أنا أعلم أني أطلت في سؤالي، لكني طمعت في كرمكم علينا، ماذا أفعل؟!

أرجو منكم الدعاء بالثبات على الطريق المستقيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا وأخانا في موقعك- ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير والتوبة وصالح الأعمال، وأن يُحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن أقصر الطرق لطرد السآمة وجلب الطمأنينة هو طريق الاستقامة، فلا تستسلم لعدونا الشيطان، وجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار حتى يكون الشيطان هو المخذول، وابحث عن رفقة صالحة تُعينك على السير على هدى الله وطرق الرسول، واستمر في التواصل مع موقعك، واسأل ربك الثبات والقبول.

لقد أحسنتَ بزواجك المبكّر، ففي الزواج عصمة، واجتهد في أن تكون زوجتك معك حتى تكتفي بالحلال، وابتعد عن إطلاق البصر في الغاديات، واترك المسلسلات، وابتعد عن المواقع السيئة، وتب عن المنكرات.

وهذه بعض النصائح والتوجيهات:
1) نوصيك بالتوجّه إلى الله بإلحاح واضطرار.
2) أشغل نفسك بطلب العلم والطاعات قبل أن يشغلك الشيطان بما يجلب غضب الكبير رب السموات.
3) حافظ على الصلاة فإنها تنهى عن المنكر والفحشاء.
4) صادق الأخيار فإنهم خير عون لك على الطاعات.
5) راقب ربك في الخلوات.
6) لا تتبع خطوات الشيطان، {ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
7) تعوّذ بالله من شيطان يأمر بالفحشاء، وتذكر أن فلاحنا ونجاتنا في مخالفته، {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
8) تذكر عواقب العصيان وآثاره في الدنيا والآخرة.
9) استمر في التواصل مع موقعك واطلب النصح من إخوانك.
10) أتبع السيئة الحسنة تَمْحُها {إن الحسنات يُذهبن السيئات}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله في السر والعلن، وعجّل بالتوبة، واحذر من التمادي فإن الإنسان لا يدري متى تنخرم به أيام العمر.

أسأل الله أن يوفقك وأن يتوب علينا وعليك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً