الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس وأوهام تسيطر علي فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.
في البداية أحب أشكر كل القائمين على هذا الموقع.

سأروي قصتي بالتدريج ومن أولها، في رمضان قبل الماضي كنت أصلي وفجأة شعرت بحالة، وهذه الحالة أول مرة تحصل لي، شعرت أن نفسي يذهب، وضربات قلبي سريعة، فتركت الصلاة، وذهبت للطبيب، وقال لي: الضغط كان عالياً، ووصف لي حبوبا تهدئ ضربات القلب، ومن بعدها لازمني الخوف عند دخول الجامع، حيث أن الحالة تكررت معي.

وقبل رمضان الماضي كانت أمر بظروف نفسية أدخلتني في حالة من الهلع والاكتئاب والخوف والوساوس التي حطمتني، مع العلم أنني دائما ضغطي منخفض، وأشعر بنبض في المعدة باستمرار، ذهبت للطبيب، وقال لي: عندك التهاب مزمن في المعدة، وقولون عصبي، ووصف لي بعد الأدوية، ومنها اميبريد 50 تحسنت قليلا، ولكن القولون العصبي دمر لي حياتي، ودائما أفكر في الموت بطريقة غير عادية، وكيف سأموت، ومتى؟ ولماذا يعيش الناس؟ وعندما أرى أي شخص يضحك فجأة يشرد ذهني بعيدا، وأقول على ماذا يضحك؟! (ستموت ستموت).

حاليا أعاني من الوساوس، وأن الحياة ليس لها طعم، وفي أي لحظة الإنسان معرض للموت، مع أنني أصلي وأقرأ القرآن والأذكار، وأمارس الرياضة، ولكن الوساوس والخوف والتفكير بالموت بكثرة دمروت حياتي.

السؤال: هل هناك علاج أو نصيحة تخلصني من الوساوس والخوف والتفكير المضطرب والقولون العصبي، أم هذا سيبقى معي دائما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لن يبقى معك - أخي الكريم - ما تعاني منه دائمًا، أنت في الأول عانيت من نوبة واضحة، وبعدها تكررت نوبة الهلع، وحدث لك اضطرابات أعراض قلق، واكتئاب، وهذا دائمًا يكون مع نوبات الهلع. اضطراب الهلع يكون مصاحبًا بأعراض قلق وتوتر، ويعقبه دائمًا حالة اكتئاب نفسي بدرجة كبيرة، وبالذات إذا لم يتمّ علاجه.

هناك علاج - أخي الكريم - وأحسن علاج لاضطراب الهلع والقلق هو السبرالكس، السبرالكس عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج لمدة ستة أسابيع إلى شهرين حتى تذهب هذه الأعراض عنك، وبعد شهرين إذا حصل تحسُّنًا جزئيًا يمكنك زيادة الجرعة إلى خمسة عشر مليجرامًا، ثم بعد أسبوعين تُرفع إلى عشرين مليجرامًا - أي حبتين في اليوم - وبعد ذلك استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تُوقف الدواء بالتدرّج، أي: تقوم بسحب ربع حبة كل أسبوع، حتى يتوقف تمامًا.

والأعراض الأخرى التي ذكرتها مثل الخوف من الموت وأعراض القولون العصبي: كلها هي من ضمن أعرض القلق والتوتر، وكلها إن شاء الله تتعالج بالسبرالكس، وقد تحتاج أيضًا لبعض العلاج النفسي، كعلاج دعمي لفترة من الوقت، حتى يتم التحسّن بصورة كبيرة.

وأيضًا هناك أشياء يمكن أن تفعلها كرياضة المشي يوميًا، نصف ساعة في اليوم يساعد على الاسترخاء، وكذلك المحافظة على الصلاة، وأنت الحمد لله رجل ملتزم، والدعاء، وقراءة القرآن، والذكر، وكل هذه الأمور الطيبة تؤدي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال، مع تناول العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً