الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي دائماً ينتقد ملابسي

السؤال

أنا طالبة أدرس تربية في الجامعة الأردنية، وخطبت بل وعقدت قراني على رجل أردني وهو متدين، ولكنه دائماً منتقد لي في لبسي فكلما ألبس لبسة جديدة ما ألاقي منه رداً إلا: ما هذا اللبس؟ قديم، موضة قديمة، غير مرتب! أو حتى يقول عليه: لبسك هذا قديم!

أنا متواضعة بلبسي جداً، لكن هو غير متقبل، يريدني ألبس لبس الموضة حتى إذا ما كان يعجبني، لازم ألبس، أين ما أروح أتفرج على البنات ويصير يقول لي أنه هذا اللبس هكذا اللبس! فأنا بصراحة احترت معه؛ لأنه آخر مرة كنت لابسة لبسة وقال لي: إنه لبس قديم! وتضايقت منه كثيراً، ما عرفت ماذا أعمل، غضبت منه، وهو دائماً ينتقدني على لبسي وأنا زهقت منه، وأنا لم أتزوجه بعد!

يحس هو نفسه كبيرة، احترت معه، حاولت أفهمه أني أنا أحب اللبس الذي يريحني، أنا على فكرة فتاة محجبة، يعني ما ألبس إلا جلابيات أو فساتين بالعادة، وهو لا يعجبه هذا اللباس! والمشكلة أنه دائماً يقول: إني غير مهتمة بنفسي، وأنه لازم أهتم بنفسي أكثر.

أنا أعمل أيضاً سكرتارية في شركة محترمة (اتصالات) بالأردن مساء، ونحن على وشك زواج واستغربت أنه يقول لي أنه يريدني أن أساعده حتى نفتح المنزل، فأريد أن أسأل أيضاً هل هذا من حقه أيضاً: أن أساعده بمالي؟ وهل أساعده أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، آمين.

بخصوص استشارتك وموقف خطيبك من زيك ـ ابنتي ـ أقول لك: إن البداية التي تسيرين عليها في حياتك الزوجية مع زوجك هي التي تحدد مستقبلك الطويل في زيك وتعاملك، وهكذا، فمادمت أنتِ فتاة مسلمة متحجبة وهو يعلم ذلك واختارك على هذا الأساس؛ فيجب أن تثبتي على هذا، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن هنا عليك أن تناديه وتجلسي معه وتصاريحه وبوضوح وقوة أنه اختارك وأنتِ متحجبة وبهذا الزي، وهذا فيه رضا الله تعالى، ولذا لن تغيريه.

إن كان يوافق عليه ولا ينتقده ويرضى به فليكمل زواجه، وإلا إن كان هذا الزي لا يعجبه ويريد امرأة تسير على مزاجه في الزي فاطلبي منه أن ينهي هذه العلاقة؛ لأن في طلبه غضب الله تعالى، وإذا أغضبتم الله وأنتم في بداية حياتكما الزوجية فلن تسعدا بهذا الزواج.

عليك أن تسألي الله كثيراً، لا سيما عند السَّحَر أن يهدي زوجك ويثبت قلبه للطاعة وحب الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً