الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم تقبل الخطيب نفسيا مع إلحاح الأهل بالموافقة

السؤال

أنا فتاة أبلغ 19 عاماً، تقدم لي رجل يبلغ من العمر 32 عاماً عن طريق قريب لي، هذا الرجل به كل المواصفات الناجحة للزواج: على قدر من التدين، وميسور الحال، ومتفاهم، ولكنه لم يحرك مشاعري نهائياً، ولم أتخيله زوجاً لي نهائياً، مع أني جلست معه عدة مرات، أنا غير معجبة به نهائياً، وأتمنى ألا أخطب له، ولكني أخاف من الله أن أظلمه.

علماً أنه متمسك بي لأقصى الحدود، وأهلي معجبون به جداً، ويلحون علي كثيراً للموافقة، وأنا غير متقبلة له ولا أريده ولا أحس بأي عاطفة له، ولا حتى بوادر أي إعجاب، أشعر أنه يقول ما يرضيني فقط لكي أوافق، فتقبلي عقليته 90% على حسب كلامه معي، لكن عاطفتي 0%.

وأنا أتمنى أن أتزوج بالشخص الذي أحس أنه حرك أي شيء من مشاعري ولو بسيطاً حتى لو تمت المعرفة عن طريق الأهل، وأنا لا أفضل فرق السن الكبير، أحس ببرود شديدة تجاه هذا الشخص، وبعض الوقت نفور من كثرة إلحاح الأهل، أنا جلست معه أكثر من 5 مرات، وعندما يحاول مهاتفتي تليفونياً أتهرب في بعض الأحيان، لا أعرف ماذا أفعل، ولكني أتمنى أن يتقدم لي أي شخص غيره الآن، أنا أعطيته فرصاً كثيرة ولكني أشعر بنفس البرود وقمت بصلاة استخارة عدة مرات، لا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يمن عليك بزوجٍ صالحٍ مبارك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن مسألة الراحة النفسية لها أهميتها في مشروع الزواج وغيره في مثل الشركات طويلة المدى، وأنا معك في هذا، إلا أنه وكما لا يخفى عليك لو نظرنا لحالات الزواج من حولنا حتى في أقرب الناس لنا لوجدنا أن غالبها لم يتم على الحب والإعجاب قبل الزواج، وإنما قام على مراعاة عوامل النجاح والفشل، فإذا كان الزوج يتمتع بصفات الزوج الصالح القادر على القيام بواجبات الزوجية، فغالباً ما تتم الموافقة وتبدأ الحياة، ومع طول العشرة وكثرة المخالطة تنشأ عاطفة المحبة أو على الأقل الاحترام المتبادل من الطرفين، وتستمر عجلة الحياة لعشرات السنين بل أكثر ما دام كل طرف يقوم بواجبه تجاه الطرف الآخر، ويحرص على احترامه وتقديره، وأتمنى أن توجهي هذا السؤال لوالدتك أو إحدى قريباتك، وقطعاً ستجدين الإجابة أن مسألة الحياة قبل الزواج أو حتى الإعجاب لم تكن هي السبب الرئيسي في الموافقة، وإنما كان السبب الأول هو اقتناع الفتاة بقدرة هذا الشخص على القيام بواجبه نحوها ونحو أسرته.

لذا أقول لك: حاولي الاستخارة مرةً أخرى، وحاولي أن تفرقي بين عدم الإعجاب والنفور منه، فإذا كنتِ تشعرين بالنفور منه وعدم الراحة بل والكراهية له أحياناً فأرى أن تعتذري له، وإن كان الأمر مجرد عدم الإعجاب، فأرى أن هذا أمرٌ قد يمكن التغلب عليه مستقبلاً من قبلكما معاً، خاصة بعد قيام الحياة الزوجية واستمرارها وما سوف تجدينه من حسن معاملة ومراعاة لمشاعرك وتقديراً لظروفك، وهذه كلها ثمارٌ طبيعية لمعنى التدين الحقيقي والخلق الإسلامي الفاضل.مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً