الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن التزاوج بين مريض الرهاب ومريضة الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي سؤال للأطباء النفسيين في هذا الموقع لو سمحتم.

هل من الممكن أن يتزوج مريض الرهاب الاجتماعي بامرأة مريضة بوساوس في العقيدة وعندها خوف من الموت؟ علما أن الرجل كان أيضا يعاني من وساوس عقديّة في السابق، لكنه شفي منها -ولله الحمد-، خصوصا إذا كان هناك الكثير من الأمور المشتركة بينهما، وأهمها الدين، والمرأة أعجبت جدا بشخصية الرجل ولا ترى أن الرهاب عيب فيه بقدر ما هو ابتلاء من الله له.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للوساوس القهرية وكذلك الرهاب الاجتماعي: كلاهما من الأمراض العُصابية النفسية، أي أنها ليست أمراض ذهنية أو عقلية أو وجدانية شديدة، كل حالة لها خصوصيتها، وكل حالة لها ظروفها، لا نستطيع أبدًا أن نقول أن جميع مرضى الرهاب لا يتزوجون من مرضى الوساوس أو العكس صحيح، لا، إذا كان هنالك توافقا، إذا كان البناء النفسي للشخصية جيدًا ومتوازنًا بالنسبة للطرفين فليس هنالك ما يمنع هذه الزيجة أبدًا.

والأمر الأهم من ذلك: كلا الحالتين يمكن علاجهما، الرهاب الاجتماعي يمكن علاجه، الوساوس يمكن علاجها، فأنا أرى من وجهة نظري الشخصية أنه لا مانع لهذا الزواج أبدًا، بشرط أن يسعى الذي يُعاني من الوساوس للعلاج حتى وإن كانت هذه الوساوس قد اختفت، لكن يفضل أن يُقابل طبيب الأمراض النفسية، وبالنسبة للتي تعاني من الوساوس في العقيدة يجب أن تتعالج، علاجها بسيط جدًّا.

فإذًا يجب أن تقابل الطبيب وأن تُعالج، ويجب على مريض الرهاب أيضًا أن يقابل الطبيب ويتعالج، كلا الحالتين يمكن علاجهما بصورة ممتازة جدًّا ودون أي إشكالية، وبالمناسبة: يمكن إذا تمَّت هذه الزيجة أن يساعد الزوج زوجته وتُساعد الزوجة زوجها، لأن مبادئ العلاج السلوكي واحدة.

أنا أفضل مقابلة الطبيب النفسي من أجل العلاج، ومن أجل المزيد من الإرشاد، لكن إذا كان هنالك توافقا وقبولا وكان من هذه المرأة إعجابا بشخصية هذا الرجل، وقبول هذا الرجل بها، لا أرى أبدًا سببًا يمنع هذه الزيجة، لكن درءًا للصعوبات المستقبلية يجب أن يكون هنالك خطة علاجية واضحة، الرهاب والوسواس كلاهما الآن يتم علاجهما بصورة فعّالة جدًّا، توجد أدوية، وتوجد توجيهات سلوكية، وتوجد برامج لتطوير المهارات الحياتية، والعلاج موجود، ما أنزل الله من داء إلَّا جعل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً