الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت معظم لحيتي بسبب نتفي المتكرر لها!

السؤال

السلام عليكم.

فقدت معظم لحيتي بسبب نتفي المتكرر لها، والظاهر أن عندي trichotillomania، وأود توضيح الآتي:

1- كنت أقوم ببعض السلوكيات بشكل متكرر من قبل أن تنبت لي لحية وأنا في مرحلة الإعدادي، ومنها: فرك الأذن إلى أن يزرق لونها، وفرك الخد حتى تظهر عليه بقع، وقص الأظافر بالأسنان.
2- تأتيني أحيانا حالات ربما هي الهلع، ربما بمعدل مرة كل شهرين.
3- أقوم بالعبث بالحبوب التي على وجهي.
4- عندي رغبة شديدة جدا بأكل الحلويات إذا تنبهت بالليل.
5- الدراسة والتفكير هما أكثر ما يثيرني لنتف اللحية والعبث بالحبوب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حالتك إن شاء الله بسيطة.

النقاط الخمسة التي ذكرتها واضحة جدًّا، وفي الحقيقة هي تُجسِّدُ ظاهرة موجودة نسمِّيها بـ (العصابيات) أو (الميول العصابية)، أي الميول القلقية ذات الطابع الوسواسي، وهي ظاهرة نلاحظها عند بعض الأطفال وعند الشباب، وتختفي تدريجيًا.

يُضاف للأعراض التي ذكرتَها: قد تجد أيضًا الإنسان قلقًا، يُحرِّك أرجله كثيرًا مثلاً، يقوم بقضم الأظفار، أو نتف شعره لحيته، أو العض على شفتيه، أو مص الأصبع، أو غير ذلك من الظواهر المعروفة.

أمَّا بالنسبة لموضوع اللحية ونتفها المتكرر: فهذه حالة قلقية وسواسية، البعض يُسميها (Trichotillomania)، وتعني (thrix) شعرة، و(tillein) نزع، و(mania) هوس، لكن أنا أعتقد أن انشغالك بأن تنبت لك لحية أيضًا هذا أدّى إلى انعكاسات سلبية ظهرت بهذه الصورة العُصابية.

الحمد لله تعالى أنت مُدركٌ تمامًا لما تعاني منه، وأنا لا أحبُّ أن أسميه مرضًا أبدًا، هي ظاهرة.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تقاوم هذه الظواهر، يجب أن تحقّرها، وأنت تُدرك أنها ليست صحيحة. نعم قد يأتيك شيء من الحفزات والاندفاعات لتقوم بها، لكن قاوم ذلك، مثلاً: بدل من أن تنتف لحيتك حين يأتيك هذا الشعور، قم بأخذ نفس عميق مثلاً. أو قم مثلاً بالضرب على يدك، أو تذكّر فكرة أخرى، فكرة في شيء جميل جدًّا، أو فكرة في شيء قبيح جدًّا.

هذه كلها أنواع من التمارين الذهنية التي من خلالها يمكن للإنسان أن يصرف انتباهه عن الفعل الوسواسي ذو الطابع القلقي.

وأرجو أيضًا أن تُعبّر عن ذاتك، لا تكتم، هذه السلوكيات ربما تكون دليلاً على احتقانات نفسية داخلية.
ومارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، هذا سوف يفيدك كثيرًا. حاول أيضًا أن توسِّع من شبكتك الاجتماعية، وكن شخصًا نافعًا في أسرتك، وبارًّا لوالديك، واجتهد في دراستك... هذه كلها أمورٌ تصرف انتباهك إن شاء الله تعالى عن هذا الذي أنت فيه.

في بعض الأحيان نصف أدوية، لكن أعتقد أنك لو طبَّقت ما ذكرتُه لك قد يكفي تمامًا. وإن لم تزول الأعراض بعد شهرين مثلاً في هذه الحالة إن أردتَّ أن تقابل طبيبًا نفسيًا قد يكون هذا أمرًا مفيدًا أيضًا، وتتناول أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، ومن أفضلها عقار (فافرين)، أو عقار (سيرترالين)، كلاهما مفيدًا وفاعلاً وجيدًا، وكذلك الـ (بروزاك) أيضًا من الأدوية السليمة التي أصفها في مثل هذه الحالات في بعض الأحيان، لكن لا تتعجّل في تناول الدواء.

أريدك أن تُركّز أيضًا على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفّس المتدرج، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها. توجد عدة تمارين على موقع اليوتيوب وموقع أخرى، وإسلام ويب أيضًا أعدَّتْ استشارة أوضحت فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وهي تحت رقم (2136015)، فأرجو أن تطلع عليها وأن تقوم بتطبيق تلك التمارين، وأسأل الله أن ينفعك بها، وأؤكد لك أن حالتك بسيطة جدًّا.

أيضًا الرغبة في أكل الحلويات أيضًا هي جزء من الاندفاع العُصابي عند بعض الناس، وهذه يجب أن تتحكم فيها حتى لا يزيد وزنك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً