الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رأسي يؤلمني عند سماعي للقرآن!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 19 سنة، وأشعر بأني لست على ما يرام، والبارحة كنت أبكي بدون سبب، فقررت الاستماع إلى القرآن اليوم، ولم أستطع أن أكمله؛ لأن رأسي يؤلمني كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختي الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

قد يكون سبب بكائك أنك تعاني من نوع من الاكتئاب أو بسبب هم، ولذلك فقد يشعر الشخص أنه بحاجة إلى البكاء من أجل أن ينفس عن نفسه.

أوصيك أن تجربي الاستماع للقرآن الكريم مرة أخرى شريطة أن تكوني في حالة نفسية طيبة، فإن شعرت بالألم فهذا يعني أنك بحاجة إلى رقية شرعية لدى راقٍ أمينٍ وثقة ليستكشف سبب ذلك، وإذا لم يحدث ذلك الألم فهذا يعني أن السبب هو ما ذكرته لك سابقا.

أوصيك بالاجتهاد في تقوية إيمانك بالله من خلال كثرة العمل الصالح المتنوع، وفي مقدمة ذلك المحافظة على أداء الصلوات الخمس، فذلك سيكون سببا في انشراح صدرك وطمأنينة قلبك؛ لأن الإيمان والعمل الصالح يجلب لصاحبه الحياة الطيبة، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فإن كثرة الذكر يجلب لك الطمأنينة أيضا، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

اجتهد في أن تكون حياتك وفق شرع الله تعالى، فذلك يبعدك عن الضلال والشقاء، يقول تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى).

احذري من مرافقة الأشرار، واجعلي صداقاتك للصالحات، فرفقاء السوء سم زعاف لا يأتي منهم إلا الشر، والإنسان بطبعه يتأثر بمن يعاشرهم، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً