الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ضعف يقين وضعف توكل على الله..ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ عدة شهور وأنا أدعو الله دعوة لها علاقة بحدوث شيء أرجوه من كل قلبي، ولكنه له موعد محدد لكي يتم، واقترب ميعاده جداً ولم تتحقق دعوتي إلى الآن، وبمرور الوقت كل الأوضاع حولي تزداد صعوبة، وهذا يدفعني لليأس بأن دعوتي لن تتحقق، ولكني ما زلت أثق بالله وصرت أبكي كل يوم خوفاً من عدم استجابة الله لي.

لا أعلم هل أكف عن الدعاء لأني أرى أن بهذا الوضع فات الأوان أم أكمل الدعاء رغم استحالة الأسباب؟

أريد إجابة تريحني، لأني أتعذب كثيراً، والجميع حولي يقول لي: يمكن أن هذه الدعوة شر لي ولكني أتمناها أكثر من أي شيء، ولا أرى حياتي دون تحقيقها.

أنا أثق بالله كثيراً، وكلي يقين به ولكني خائفة أنه لا يستجيب لي لوجود شر بهذه الدعوة، وبالرغم من أني دعوته أن لا يعلقني بها وأن أكف عن الدعاء والانشغال عنها إن كان بها شر، إلا أني أجد نفسي ما زالت متعلقة، وأتمنى حدوثها أكثر من الأول.

هل أكف عن الدعاء بها وأرضى بمصيري أم أكمل الدعاء والإلحاح رغم ازدياد صعوبة واستحالة الإجابة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، وأسأل الكريم المنان أن ييسر حاجتك، وأن تكون خيراً لك في دينك ودنياك، والجواب على ما ذكرت:

لا شك أن من أهم أسباب تحقيق أي مشروع لنا في حياتنا كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ولقد أحسنت في ذلك، وينبغي أن تستمري في الدعاء إلى وقت قضاء الحاجة ولو لزمن يسير جدا، ولا تتوقفي عن الدعاء، فإن الله قادر على كل شيء، وليس هناك شيء في حقه مستحيل، واحرصي على آداب الدعاء من حسن الظن بالله، واليقين في الإجابة، وكثرة الإلحاح في الدعاء، واختيار ساعات الإجابة، وعند الدعاء أكثري من الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك وأبشري بخير.

من جانب آخر لو حدث - لا قدر الله - ولم يستجب الله لك، فاعلمي أن في ذلك خيراً لك، لأن الله لا يقدر لعبده أو لأمته المؤمنة إلا الخير، والله أعلم بما يصلح حالك، ولا شك أن الخير لك سيكون في غير ما دعوتِ به، فلا داعي للقلق والحزن أو الشعور باليأس، وبما أنك أكثرت من الدعاء مع الالتزام بآدابه، فإن الله سيوفقك لأمر آخر فيه بركة وخير لك، فأبشري بخير.

أخيراً الدعاء كله خير، ولم يكن ولن يكون شراً أبداً على من يدعو الله، ومن قال لك اتركي الدعاء فهو شر عليك، هذا إنسان جاهل بالله وبشرعه، وما يستحق سبحانه من التعظيم والإجلال، فإياك أن تستمعي لمثل هذه الوصايا الخاطئة، وذلك لأن حالات المؤمن في الدعاء كما جاء في حديث نبينا صلى الله عليه وسلم بين ثلاث حالات، إما إجابة دعائه أو يصرف عن الداعي من السوء مثل الذي دعا به، أو يكتب له الأجر يوم القيامة.

عن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم"، فقال رجل من القوم: إذن نكثر، قال: " الله أكثر "، رواه الترمذي، وفي رواية "وإمَّا أن تدَّخرَ لهُ في الآخرةِ".

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً