الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس وهلع وخوف، كيف أتخلص منها؟

السؤال

مرحباً

مشكلتي هي أنني كنت آخذ دواء باروكسات ٢٠ مدة ٧ سنين، وكنت معه في صحة، ثم تركته وعاد لي الهلع وأفكار مخيفة جداً، وأشعر أنني سأموت، وأني يجب أن أختبئ بالمنزل، ودائماً أشعر بمشاعر لا أريد الشعور بها، مثل الخوف من الناس.

أنا أعلم أنهم ليسوا بخطر، ولكن أصبحت أخاف من الناس وأقول: لو نظرت بعيونهم سأدوخ وسأصاب بهلع، وأفكر بأمور أكره التفكير بها، ويردد دماغي كلمات وأحاديث معينه مراراً وتكرارا، ولا أستطيع منع نفسي، تأتيني أفكار محرجة سخيفة ومؤلمة، وأعجز عن منعها.

أفكر بإيجابية، ولكن الوسواس سلب ذلك مني وجعلني أكره نفسي، لا يتوقف عقلي عن العمل وتكرار الأفكار نفسها، وعندما أعود للدواء فإنني أعيش سوية بنسبة ٧٠%، وأستطيع مساعدة نفسي، ولكن عندما أتركه أعاني.

أفيدوني، لي ٣ شهور بلا دواء، أعاني من رهاب اجتماعي بسبب الوسواس، وأفكار تسلطية ملحة وهلع وخوف، والآن آخذ دواء بروزاك، فهل هو مناسب لحالتي ومعاناتي؟ أنا أعاني حقاً، وأجاهد لأعيش بسلام، ولكن أشعر أني منهزمة جداً، وكل ما أبني أفكاراً طيبة يهدمها الوسواس، وعندي أيضاً أعراض دوخة تتكرر بدون سبب مقنع.

فهل الوسواس يمكن أن يكون عرضاً جسدياً يتكرر ويسبب هلعاً؟ وهل يمكن أن أبقى على الدواء النفسي طول حياتي؟ وهل هناك دواء يعجل بمفعول دواء بروزاك؟ لأنه لي أسبوع عليه، أريد مهدئاً نفسياً، وليس منوماً، ولماذا نحن نصاب بالوسواس دون الآخرين؟ ما العلة بنا؟ هل لدي خلل في دماغي؟ لأني أشعر بالعجز أمام التحكم بنفسي وأفكاري؟

أنا غيرت باروكسات، لأن مفعوله أصبح ضعيفا جداً وأعراضه الانسحابية مزعجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين في الأساس من اضطراب الوسواس القهري، ومعه بعض أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، وهذا طبيعي، فالوسواس القهري إذا استمر فترة طويلة تصاحبه أعراض قلق وتوتر.

استمريت على الباروكسات فترة طويلة، سبع سنوات فترة طويلة، وفعلاً الباروكسات عند التوقف منه يسبب أعراضاً انسحابية صعبة، وبالذات الاستمرار فيه لفترة طويلة، نعم البروزاك علاج فعال للوسواس القهري، اصبري عليه، فهو يحتاج لفترة شهر ونصف إلى شهرين، حتى يحدث مفعولاً، ويمكن زيادة جرعة البروزاك، أنا لا أعرف ما هي الجرعة التي بدأت بها ولكن عادة الجرعة 20 مليجرام وفي حالة الوسواس القهري يمكن زيادتها إلى 60 مليجرام بعد مرور شهر ونصف ولم يكن التحسن كافياً هذا بخصوص البروزاك.

الدواء الذي يمكن أن يساعد في البروزاك مثلاً الأيمتربتالين أو التربتزوال 25 مليجرام ليلاً هو مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق، ويمكن يكون فعال مع البروزاك، البروزاك تأخذيه في النهار بعد الإفطار، لكي لا تبقي على الأدوية النفسية لفترة طويلة يجب أن يكون هناك علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي.

إضافة العلاج السلوكي المعرفي هنا -يا أختي الكريمة- أولاً يجعل العلاج أحسن، ثم إذا توقفت من الأدوية لا ترجع الأعراض، فالعلاج السلوكي المعرفي مفيد جداً إذا أضيف مع العلاج الدوائي.

السبب في الإصابة باضطراب الوسواس القهري أو القلق ليس هناك سبب واضح، ولكن هناك عوامل -يا أختي الكريمة- ومن أهم العوامل هو العامل الوراثي، إذا كان عندك شخص في العائلة يعاني من نفس الوسواس فغالباً تكونين ورثت عن هذا الشخص، وأصبح لديك قابلية لحدوث الوسواس القهري، وهنا يأتي تأثير أحداث الحياة التي تمر عليك، وضغوطات الحياة قد تسبب المرض إذا كان هناك لديك استعداد وراثي لذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً