الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحيانا أتعامل مع الوساوس على أنها صحيحة وأحيانا أشعر أني تعافيت!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2452409، شكرا لحضرتك كثيرا دكتور محمد عبد العليم على إجابتك ونصائحك، وإن شاء الله أطبقها كاملة.

لكن لدي بعض الأسئلة:

أتعامل مع الوساوس على أنها صحيحة، رغم أنها أفكار غريبة جدا، فهل هذا طبيعي؟ وأحيانا أحس أني بين أمرين: تغلبت على الوساوس، ولم أتغلب عليها، وتختلط مشاعري، فهل هذا يدل أني أتعافى؟

تأتيني أوقات أحس فيها أن الأفكار سخيفة تماما وغير منطقية، ولكن سرعان ما يختفي هذا الشعور، فهل هذا طبيعي؟ والوسواس لا يجعلني أركز مع المعلم أثناء الشرح، وقد يفوتني جزء كبير منه، فكيف أتغلب عليه؟ هل يجب على الطبيب النفسي أن يستمع إلى المريض حتى يفرغ ما عنده؟ وما مقدار الوقت؟ لأن طبيبي عندما دخلت عليه في البداية قال لي: اطرح ما عندك من آخر شيء حدث لك، أريد خبرتك حول هذا الأمر.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الوساوس القهرية في بداياتها يراها الإنسان ذات محتوى سخيف لكنَّها متسلطة عليه ويحاول ردَّها ولكنّه قد يجد صعوبة في ذلك. بعض الناس حين يتعايشون مع الوساوس وتصبح مُزمنة بعض الشيء قد يفقدون خاصية مقاومتها، ويبدؤون يعتقدون أنها ربما تكون صحيحة. أتمنَّى ألَّا يكون حدث لك شيء من هذا القبيل، وحتى إن أتاك شعور أنها صحيحة يجب أن ترفضها رفضًا تامًّا، ولا تجعلها جزءًا من حياتك.

سؤالك الثاني: أحيانًا تحس أنك بين أمرين؟

هذه قد تكون ظاهرة إيجابية، والمهم أنه يجب أن تتغلب على الوسواس، يعني: اجعل فكرك المهيمن هو الفكر الذي يرفض الوسواس، ولا بد من عدم الخوض في الوسواس، ولا بد أن تكون هنالك إيجابية كبيرة في التعامل مع الوساوس، بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون قراره قرارًا ثابتًا أن الوسواس ليس جزءًا من حياتك أبدًا.

سؤالك الثالث: نعم الوساوس ذكيَّة جدًّا، وفي بعض الأحيان قد تقنعك أنها ليست بالسخف الشديد، أو يكون لديك شعور حولها، أو بعض الناس قد يُصدّقونها. هذا أمرٌ طبيعي، لكن الشيء المُهيمن والشيء الأساسي والجوهري هو أن شعورك في معظمه يكون محتواه أن الوساوس سخيفة.

بالنسبة لموضوع لا تجعلك تركز:

نعم الوساوس في أصلها قلق شديد، ولذا لا تجعل الإنسان يركز، لذلك علاجها مهم، التخلص منها، رفضها، تناول العلاج الدوائي المطلوب، وأن تجعل طبقة فكرك الأولى هي التركيز على الدراسة، والنوم الليلي المبكر مهمٌّ جدًّا؛ هذا أيضًا يجعلك تُحسن التركيز، وكذلك ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية.

هذه هي الأسس العلاجية التي ذكرناها فيما سلف، وها أنا الآن أذكرها وأؤكد عليها.

أما سؤالك الإضافي: هل يجب على الطبيب النفسي أن يستمع إلى المريض كثيرًا حتى يفرغ المريض ما عنده؟

طبعًا من المفترض أن الطبيب يستمع إلى المريض بكل تقدير واحترام، وهناك أسئلة كثيرة استفسارية يجب أن يلمّ بها الطبيب. الحالات الجديدة نحن نعطيها نصف ساعة على الأقل، هذا في المستشفيات الحكومية. بعض الأطباء لديهم منهجية مختلفة، ونسبةً لخبرتهم الشديدة في التشخيصات قد يأخذون وقتًا أقل مع المريض، خاصة في العيادات الخاصة، لكن الشيء المحتّم عليه أن المريض يجب أن يأخذ راحته، ويجب أن يدور حوارا ما بينه وبين الطبيب، والمريض يُفضي بكل ما عنده، وبعد ذلك من واجب الطبيب أن يشرح له الحالة، طبيعتها، ثم يتفق مع المريض على الخطة العلاجية، هذا هو الأفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً