الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تسارع ضرباب القلب وألم في الصدر.. أهي نوبات قلق؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني -والله أعلم- من نوبات قلق وذعر، ذهبت مرتين إلى المستشفى ليلا بسبب الحالة أو الخوف الذي كان يسيطر علي، أخذت إبرة مهدئة فقط، وعدت لأن ضغط الدم ودقات القلب سليمة، ولم يطلب مني عمل أي تحاليل، أشعر بآلام جسدية مثل صعوبة التنفس قليلا، وتسارع ضربات القلب، وألم في منطقة الصدر يرعبني جدا إضافة إلى الشعور بالغثيان والدوار، أتناول أدوية مثل stresam و magnésium.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الذي تعاني منه يظهر أنه حالة هرع أو ما نسميه بنوبات الفزع، وهو نوع من القلق الحادّ الذي تُصاحبه أعراض جسدية كتسارع ضربات القلب، والشعور بضيق التنفس، بل البعض يأتيهم شعور بالغثيان والدوّار كما حدث في حالتك، والبعض يحس أنه على وشك أن يموت.

هذه الحالة هي نوبة الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد وليس أكثر من ذلك، هو بالفعل مُزعج، لكنه ليس خطيرًا، أنا أؤكد لك أنه ليس هنالك دليل أبدًا أن نوبات الفزع أو الهرع مرتبطة بأمراض القلب أو بأي أمراض أخرى، هو نوع من القلق وليس أكثر من ذلك، لا تُعرف أسبابه لماذا يحدث، لكن ربما تلعب الوراثة فيه دورًا، أو ربما يكون ناتجًا من تجارب في الصغر، مثلاً: أن يكون الإنسان قد تعرَّض لمصدر خوفٍ، كالخوف من الظلام، أو الخوف من الحشرات، كما يحدث لصغار السِّن.

عمومًا: بعد أن شرحنا لك الحالة إن شاء الله تعالى هذا في حدِّ ذاته يُطمئنك، وأنا أقول لك: تجاهل هذه الأعراض، وأهم شيء هو أن تمارس الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، كرة القدم، هذا كلُّه يفيدك.

كما أنه توجد تمارين ممتازة تُسمَّى بـ (تمارين الاسترخاء) لا بد أن تتدرَّب عليها، يمكن أن يُدرِّبك عليها الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي، أو يمكنك أن تستعين بالبرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: بالفعل العلاج الدوائي مهم، أنت تتناول المغنيزيوم، والمغنيزيوم بصفة عامة دواء جيد، لكنه ليس تخصُّصيًّا لعلاج هذه الحالة، وفي ذات الوقت أيضًا أنت تتناول عقار (ستريزام stresam) والذي يُسمَّى علميًا (إيتيفوكسين Etifoxine)، وهو من مضادات القلق القديمة نسبيًّا، هو سوف يفيدك -إن شاء الله تعالى-، لكنه ربما يكون ليس بالفعالية الشديدة في علاج نوبات الهرع والفزع.

أفضل دواء يُعالج حالتك – نوبات الفزع والهرع – هو العقار الذي يُسمَّى (اسيتالوبرام Escitalopram)، ويُوجد عقار آخر يُسمَّى (سيرترالين Sertraline)، هذه هي الأدوية المتميزة لعلاج مثل حالتك هذه، لكن أرجو ألَّا تتناول أي دواء، ولا تُغيّر أدويتك هذه إلَّا بعد أن تقابل طبيبك.

عمومًا أرجو أن تطمئن، الحالة -إن شاء الله- ليست خطيرة، هي بسيطة، وسوف تُعالج من خلال الآليات التي ذكرتُها لك.

وبصفة عامة أيضًا: يجب أن تُحسن إدارة وقتك، لا تترك مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ يجلب الكثير من حديث النفس والقلق والتوتر، إذًا اجتهد في دراستك، متِّع نفسك من خلال الترفيه عن النفس بالأشياء الطيبة والجيدة، واحرص على واجباتك الدينية، خاصة الصلاة في وقتها، وحافظ على تلاوة القرآن يوميًا، وحافظ على الأذكار اليومية – خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ – تفاعل مع أسرتك تفاعلاً إيجابيًّا، كن بارًّا بوالديك، هذه كلها آليات مهمّة جدَّا في العلاج وضرورية جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً