الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدمرت حياتي وأقبلت على الانتحار بسبب الشك والوسواس، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من وسواس قهري منذ الصغر، وكبرت وكبر معي الوسواس، واعتدت عليه، وتعايشت معه لأبعد الحدود، الله أعلم كيف قضيت أيامي معاه، ولكن هو معي ومنذ صغري ولا يفارقني وأنا اعتدت عليه.

يا إخواني ساعدوني، فأنا الآن أعاني بشكل رهيب، ولا أحد يستطيع أن يتصوره، صار لي 4 سنوات متزوج والحياة ماشية -والحمد الله-، ولكن قبل 5 أشهر تقريبا وبداية سنة ٢٠٢١ انقلبت حياتي رأسا على عقب، الوسواس ارتفع بشكل رهيب جدا مسحوب بشك في الزوجة، وانفصلت من العمل، وأيضا لا أستطيع الخروج من المنزل كما كنت في السابق 24 ساعة في البيت؛ أراقب الزوجة في كل تحركاتها وفي أبسط التفاصيل، لا غذاء مثل الأول، ولا شرب، ولا نوم -الحمد لله-، أقسم لك بالله العظيم وضعي سيء جدا، يا شيخ فكرت في الانتحار وبجدية.

أنا أعتذر عن إطالتي في الكلام، فأنا في ورطة وفي أزمة أكثر وأكبر من هذا الكلام، وفي النهاية لم أحصل ولا على أية دليل على شكي في الزوجة، ولكني لم أستطع التخلص من الذي أعيشه، لا أستطيع التناسي، ولا أحد يعلم ما بي منذ 5 أشهر، فأنا لوحدي أعاني.

الآن أرى أن حياتي انقلبت أكثر من مرة، وعلى المحك كنت سأطلق زوجتي من أفعالي، فأنا لم أفهمها إلى الآن، قرأت جميع المقالات -ما شاء الله- عليكم، وقرأت علاج اسمه الفافرين، فهل أستخدمه؟ أريد رأيكم، ساعدوني وأنقذوني جزاكم الله خيرا يا إخواني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: في حالتك التشخيص يحتاج لشيء من التوضيح، أنت ذكرت أنك تعاني من وسواس قهري منذ الطفولة، لكن لم تتحدث عن محتوياته، وذكرتَ أنك قد تعايشت معه، والآن ظهرت لديك هذه الفكرة حول الزوجة، ولا أراها فكرة وسواسية، إنما هي فكرة شكوكية ظنانية، وهذه تختلف من الوساوس المعهودة أو الوساوس المعروفة، والأمر يحتاج للمزيد من الاستقصاء والمزيد من التوضيح.

هذه الحالات تُعالَج وتُعالج بصورة ممتازة جدًّا، والعلاج هو حقيقة دوائي في المقام الأول. هذه الظنانيات من هذا النوع بالفعل هي مزعجة – أخي الكريم – ويجب أن تُعالج، هذه الحالات بعد أن يتأكد التشخيص تستفيد كثيرًا من الأدوية المضادة للذُّهان مع جرعات بسيطة من الأدوية المضادة للوساوس.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، هذه هي نصيحتي لك، والطبيب سوف يقوم بمناظرتك ومحاورتك، ويقوم بالفحص الإكلينيكي السليم، ويضع التشخيص السليم، ومن ثمَّ تُعطى العلاج الدوائي الصحيح والسليم.

وقطعًا هنالك إرشادات نفسية عامَّة، نقول لك: حاول أن تُحقّر هذه الأفكار، حاول أن تُقاومها، حاول أن تُكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه أيضًا تساعد في إضعاف هذا النوع من الفكر.

ويا أخي: الكلام عن الانتحار والتفكير في الانتحار: طبعًا هذا أمرٌ غير مُجدي، وأنا حقيقة أستغرب كثيرًا من بعض الإخوة الذين يتحدثون عن الانتحار وهم مسلمون ونحسبهم مؤمنين، وتجد أن الصعوبات التي يتحدثون عنها يمكن علاجها.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تحقّر هذه الأفكار، وأنا أبشرك أن حالتك سوف يتم علاجها بصورة ممتازة جدًّا، لكن يجب أن يتمّ تأكيد التشخيص أوَّلاً، فلا أعتقد أنك تعاني من وساوس قهرية مباشرة، إنما هي أفكار ظنانية شكوكية، وربما تكون بارونية، أو هكذا تُسمَّى، مع شيء من الشكوك، وأنا أؤكد لك أن العلاجات الدوائية موجودة ومتوفرة، ومفيدة جدًّا، ولا أعتقد أن الفافرين سيكون هو الدواء الأفضل في حالتك.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً