الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الطريق الذي يجب أن أتخذه بعد الثانوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك سؤال دائما يتردد على رأسي ألا وهو ما هو أفضل مسار أدرس فيه بعد الثانوية سواء في الدنيا والآخرة، وطبعا (الآخرة أولى) سمعت أن الشخص يتبع الذي يحبه، أنا متفتح لأشياء كثيرة، لكني أقول في نفسي ما هو الأفضل؟ فمثلا بعد الثانوية، هل أذهب إلى الطب أم الشريعة أم الكيمياء أم إدارة الأعمال؟ فأنا أجد نفسي أنجز في أشياء كثيرة.

قد أذهب أيضا خارج الجامعة (سبيل غير الجامعة) لو كان فيه أفضل مما فيها، ودائما أسمع أن العرب المسلمين كانوا مبدعين في علوم شتى، فهل على الشخص أن يقتدي بهم, ما هو أفضل طريق يمكن أن أتبعه؟ وهل هناك طرق علي أن أتجنبها؟

هدانا الله لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

سعدنا بهذا السؤال الذي تشاور فيه من هم أكبر منك سِنًّا عن نوع التخصص والمجال الذي تريد أن تكمل فيه مسارك العلمي والحياتي، ونحن نؤكد لك أن من تشاور يجمع وعي الناس إلى وعيه، وعقولهم إلى عقله، ونقترح عليك أيضًا سماع وجهة نظر الأساتذة الذين درست عليهم المراحل السابقة، وتنظر في الدرجات التي أحرزتها في كل مادة، والأهم من كل ذلك أن تتأكد من المجال الذي ترتاح إليه، ويمكنك أن تُبدع فيه، فالإمام ابن الجوزي سبق الدنيا في الكلام عن ذلك، حيث قال: (ثم يختار نوعا من العلوم تميل إليه النفس وتستريح).

ولا يخفى عليك أن المسلم مطالب بأن يتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله، فهذا كله ممَّا لا يسع المسلم جهله، ولا مانع بعد ذلك أن يدرس في المجال الذي يُحبه، ويؤجر على ذلك إذا قصد بكل ذلك وجه الله.

والإسلام يهتم بكل العلوم النافعة، وأهل الإسلام بحاجة لجميع التخصصات حتى لا يحتاجوا لغيرهم من الأمم. وطلب تلك العلوم يُعتبر من فروض الكفاية التي تأثم الأُمَّة إذا لم تقم بما يلبي حاجتها منها، وهناك عوامل أخرى أيضًا توضع في الاعتبار مثل حاجة الأُمَّة وظروف الأسرة وبيئة الدراسة وحال الدارس، وحال العصر الذي يعيش فيه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالحرص على التفوق؛ لأننا لا نستفيد كثيرًا من مجرد الدراسة، ولكننا نستفيد بالمتميزين المبدعين الذين ينجحون في إضافة الجديد والمفيد، فاتبع طريق العلم والتخصص، وتسلَّح بتقوى الله، واعلم أن ثمرة العلم الخشية من الله.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا محمد عبد الحكيم

    جزاكم الله خيرا بما تقدموا من معلومات تفيد المجتع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً