الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بالوسواس القهري وأمراض نفسية أخرى، أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم.

شكراً على موقعكم الرائع والجميل، وإن شاء الله أن يكون في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة، عمري 21سنة، قد أصبت منذ عام ونصف بالوسواس القهري بأنواع متعددة، ولكنه تحسن عن السابق، وقد ذهبت إلى الطبيب، وأعطاني علاجاً للوسواس، واستمررت عليه لمدة شهر، وأصبحت كأني ولدت من جديد، ولكن ظروفي المادية والعائلية لم تسمح لي أن أرجع إلى الطبيب، ومنذ فترة انتابني وسواس أنني سوف أؤذي أهلي، وعندما أعبر من أمامهم أشعر أنني سوف أضربهم أو أؤذيهم.

أصبحت أبتعد عنهم في الليل؛ خوفاً أن أؤذيهم، وعندها بدأت بالخوف والقلق الشديد أغلق يدي باستمرار، وأصبحت عندما أغمض عيناي وأنوي النوم أسمع صوتا يشبه الهلوسة، ولكنه على أشياء حدثت بيومي أو أمور غير مفهومة، مثلا: الحلم أسمع صوتا يقول لي اسم منطقة، وعندما أغفو يذهب، وقبل الاستيقاظ بثواني يبدأ كأنه حلم، وبدأت أوسوس أنه فصام، وبدأت أخاف أكثر وأكثر.

أصبحت لا أنام، وأضغط على نفسي، مع العلم أنني مررت بظروف عائلية، وعدم الخروج من المنزل طويلاً، وتوقفت عن الدراسة، والآن قررت أن أرجع إلى الدراسة، حتى وإن أصبحت كبيرة والحمد لله على كل حال، وأتمنى منكم أن تساعدوني، وأن تطمئنوا قلبي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حوراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

يؤسفنا انقطاعكم عن الدواء بسبب ظروفكم المادية والعائلية، ولعل الله ييسر لكم العودة إليه مرة أخرى، لا سيما بعدما عرفتم تجربتكم مع الدواء، ومع ذلك لا داعي للقلق، وعليك بالتعايش مع ظروفك الراهنة ريثما تنفرج الأمور وتعود الأمور إلى سابق عهدها.

أما بخصوص الهلوسات وسماع الأصوات، كنا نتمنى أن تجدي طريقة لزيارة الطبيب النفسي، لكن يبدو أن هذا متعذر في الوقت الحالي بسبب ظروفكم الراهنة، ومع ذلك نرجو ألا تقلقوا كثيرا، لأن القلق يزيد من وتيرة هذه الأعراض، ولا يمكننا الجزم بالتشخيص هل هو فصام أم غيره، لأن التشخيص يحتاج لاستيفاء معايير تشخيصية إكلينيكية يقوم بها الطبيب المختص.

لا بأس من الاستشفاء بالقرآن لا سيما فاتحة الكتاب، وسماع سورة البقرة، فالقرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية بشرط حصول الإخلاص وحسن الاعتقاد.

من المهم أن تكون الأسرة داعمة لك في مرضك هذا، إن لم يكن دعما ماديا فعلى الأقل دعما معنويا، وأن يصبح لديهم معلومات كافية عن طبيعة مرضك وكيفية معاناتك، لا سيما الأفكار السلبية التي تدعوك لإيذائهم، وهنا نقترح عليك إخبارهم أو إخبار الشخص الذي تتوقعين أن يتفهم هذا الموضوع، كي يقوم بعمل الاحتياطات اللازمة للحفاظ على أفراد الأسرة من أي سلوك قد يصدر منك تحت الإلحاح المرضي.

لقد سرنا كثيرًا رجوعك للمدرسة، وهذا سيعمل على التخفيف من الأعراض لديك، ومع الانشغال بالدروس وملء جدولك اليومي بالفعاليات، لن يكون لدى الأفكار الوسواسية الوقت للاستفراد بك.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً