الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطوات المناسبة لنصح الأخ الأكبر الذي يشاهد القنوات القبيحة

السؤال

كنت في ليلة أذاكر بعد منتصف الليل، وفجأة دخلت على أخي الأكبر مني فوجدته يتفرج على الدش على قنوات قبيحة على القمر الأوروبي، وأنا لم أعرف أن هذا القمر عندنا، لكنه موجود ومشفر، وعندما طلبت منه أن يعطيني هذه الشفرة وكنت أقول له: كما تفرجت اجعل غيرك يتفرج، وكنت أقصد أن أقفل هذه القنوات والله، فهل أهدده بأني سأقول لأبي أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحفظك ويوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمك السداد والرشاد.

فإن مثل هذه القنوات خطرها وبيل وشرها مستطير، ويتضرر من مشاهدتها الصغير والكبير، ونسأل الله أن يكف شرها عن شبابنا، إنّه العلي القدير.

وأرجو أن تكون خطوتك الأولى هي النصح لشقيقك، ولا تستعجل في إخبار والديك، فإن محاصرة الشر في بدايته سهل، ومن الضروري أن تكون في غاية الأدب مع أخيك؛ لأنه أكبرُ منك سناً.

ولا نوافقك على إقفال هذه القنوات قبل إقناعه بضررها وخطرها؛ لأن الحصول على الشر في زمان الفتن ميسور، وقد يدفعه ذلك لمزيدٍ من العناد والمكابرة.

وننصحك بالتوجه إلى من يجيب من دعاه، واعلم أن القلوب بين أصابعه يصرفها كيف شاء.

ومن المصلحة أن تُطالب والديك بوضع الجهاز في الصالات المفتوحة وليس في الغرف المغلقة، فإن ذلك يسهل أمر المراقبة والمتابعة، وحاول أن تكون قريباً من أخيك، فإنه لن يستطيع مشاهدة الشرور في حضوركم ووجودكم.

ونحن لا ننصحك بتهديده إلا بعد معرفة رد فعله المتوقع، وأرجو أن تتوقع رد فعل الوالدين إذا سمعوا بهذا الأمر، فإذا كانوا من النوع المتساهل فليس في إخبارهم مصلحة، وستكون الخسارة كبيرة إذا كان ردهم عادياً وضعيفاً.

وليت هذا الأخ يتذكر أن الكبير ينبغي أن يكون قدوة، وأن وجود هذه الشرور تُعرضه للضياع وتعرض أسرته وإخوانه للضياع كذلك.

والصواب أن نتدرج معه في الإصلاح، وأن نحفظ له مكانته، ولا مانع إذا لم يحصل التغيير أن نخبر من ننتظر منه الإصلاح.

ونسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً