الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الوظيفة رزق ونصيب؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت موظفا في شركة، وأشجع الناس على الشغل فيها، فوظفوا صديقي، واستغنوا عني وفصلوني، لا حول ولا قوة إلا بالله.

هل يعقل أن أساعد الناس وأخسر وظيفتي! أحس بالضيق كلما تذكرت ذلك، هل فعلا الوظيفة رزق ونصيب؟ تعبت من كثر التفكير والقهر، وأحاول إيجاد مصدر دخل آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي علي- في موقعك (إسلام ويب)، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يرزق من حيث لا تحتسب.

أخي: كيف يضيق صدرك من مساعدة غيرك، وأنت تسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- حين أتاه رجل فسأله: (يا رسول الله! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله -عز وجل-، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا...)

ما فعلته بمعاونة أخيك على العمل أو البحث له أو مساعدة الآخرين هو أمر تحمد الله عليه، وليس كل الناس يوفق لذلك، ويكفيك ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- من محبة الله للعبد، فلا علاقة أبدا لخسارة الوظيفة كما ذكرت بمساعدة الغير.

ثانيا: الرزق أخي لا ينقطع بل ينتقل، وقد ثبت أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقها وأجلها، وأن ذلك مقدر ومكتوب قال جل شأنه: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون).

ثالثا: المطلوب منك أمران:
الأول: الرضا بقضاء الله وقدره، والإيمان بأن أقدار الله كلها خير، وأن الله عز وجل هو المتكفل بذلك.
الثاني: البحث عن الأسباب العملية لاكتساب العمل، وعدم التواني لحظة في الأخذ بالأسباب حيثما تطلب ذلك، افعل ذلك وأنت مطمئن تماما إلى قدر الله عز وجل وتقديره، وأنه يستحيل أن يسلبك أحد رزقك الذي قدره الله لك.

رابعا: هناك معينات تساعدك على استكمال البحث والأخذ بالأسباب منها: الإيمان والطاعة، وكذلك صلة الرحم، حيث قال جل شأنه: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يُنسأ له في أثره، ويُبسط له في رزقه، فليصل رحمه)

خامسا: هناك أرزاق خفية يجهلها البعض، ولا يشكرون الله عليها، ولا يذكرونها، ويوم أن تسلب تلك الأرزاق منهم يدركون ساعتها كم كانوا في غفلة، من ذلك الصحة والعافية، والسير على القدم، والنظر، والسمع، والكلام، وكلها آيات لو حرم العبد من بعضها لكان كل أمله أن تعود إليه، فأدمن النظر في عطاء الله عليك يسكن قلبك وتطمئن نفسك.

وأخيرا: ثق في أقدار الله، وابذل وسعك وجهدك، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأكثر الدعاء لله عز وجل.

وإنا نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يقدره لك عاجلا غير آجل، وأن يرزقك البركة فيه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً