الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما التصرف الصحيح مع الزوج الذي يضرب زوجته لأمر تافه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إذا ضربني زوجي ضرباً مؤلماً مثلاً بسبب شيء تافه كطعام أو غيره، ما هو رد الفعل الواجب معه؟ هل أنسى ما حصل وأسرع إلى إرضائه فقط كأن شيئاً لم يكن، أم أشكو لأحدهم كي أجد حلاً! لأني إذا نسيت ما حصل وتعاملت معه بشكل طبيعي سوف يؤثر ذلك على نفسيتي!

هل يمكنني بعد مصالحته أن أشكو له من الذي حصل منه؟ وإذا تظاهر بأن هذا طبيعي وتجاهل شكواي كيف أتعامل معه؟

أنا أسأل هذا السؤال لمستقبلي -إن شاء الله- إن تزوجت.

أريد توضيحا، وكيف أتعامل مع هذا نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يسعدك وأن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

الذي فهمناه من الاستشارة أنك تسألين سؤالك إذا لو حصل معك مثل هذا الأمر بعد أن تتزوجي؟ ونحن نشكر لك أخذ أفكار حول هذه المسائل ونسأل الله أن يسعدك في حياتك قبل زواجك وبعد زواجك، ونحب أن نبين أيضاً أن العلاقة بين الزوجين أكبر من المواقف التي تحصل بينهما، والزوج ما ينبغي أن يضرب زوجته؛ لأن الكمال هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ما ضرب بيده امرأة ولا طفلاً ولا خادماً، ونتمنى دائماً في العلاقات بين الأزواج أن يكون التفاهم هو سيد الموقف، وأن يكون للرجل تدرج في العلاج، فعظوهن واهجروهن في المضاجع كما قال ربنا العظيم واضربوهن، وإذا كان النشوز من الرجل أيضاً، (إِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ )، هذه المحاولات والحوار والنقاش بين الأزواج هو الذي ينبغي أن يكون سيد الموقف كما يقال.

ونحب أن نؤكد أن العلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن الذي يحسن من الزوجين يجازيه الله، وأن الذي يقصر يحاسبه الله، أما إذا حصل فعلاً توتر وحاول الرجل مثلاً يمد يده فإن من الحكمة من المرأة أن تصبر، ثم بعد ذلك تصالح زوجها، ثم بعد ذلك تبين له أن الذي حصل يؤلمها وعندها يأتي من الزوج الاعتذار، وهذه هي الطريقة الصحيحة نحن دائماً نقول إذا خاصمك زوجك في صباح الجمعة فصالحيه ظهر الجمعة ثم ناقشيه وحاوريه مساء السبت، أو في وقت آخر، لكن لا نؤيد ترك الموضوع يمضي دون النقاش معه فيه، ولكن بعد اختيار الوقت المناسب، ويا حبذا أن يكون المقدمة أنا أحبك وأريدك وأنت إنسان فيه خير، لكن الموقف الذي حصل اليوم الذي ضربتني فيه، الموقف الذي سمعت فيه كلمة كل ذلك أحزنني وعند ذلك ينبغي على الرجل أن يعتذر لزوجته.

ونحب أن نؤكد أن العلاقة الزوجية تحتاج إلى صبر من الطرفين، وكما قال أبو الدرداء لزوجه إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لن نصطحب، والمرأة العاقلة مثلك دائماً تتفادى الأمور التي تغضب زوجها، وتعرف شخصية الزوج، وعلى الزوج كذلك أن يتعرف على الأمور التي ترضي زوجته، والتنافس بين الزوجين ينبغي أن يكون في رضى الله وفي الإحسان إلى الشريك، فخير الأزواج عند الله خيراً لصاحبه، نسأل الله أن يسعدك وأن يوفقك وأن يكتب لك السعادة في حياتك هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات