الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من غازات وآلام البطن والورك والظهر، فما أسباب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ فترة وأنا أعاني من قرقعة البطن وغازات، وألم في أسفل البطن من جهة اليمين، مع آلام في الورك والظهر، أصبحت أوسوس كثيرًا، وخائفة من زيارة الطبيب، والوسواس قتلني، مع كثرة التبول، وأحياناً غثيان، أتمنى المساعدة.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك أعراض قولون عصبي عبارة عن أصوات في البطن، والشعور بالغازات والانتفاخ، والحقيقة فإن القولون العصبي مرتبط ارتباط وثيق بأمراض الوسواس والقلق والتوتر والاكتئاب، حيث أن معظم إنتاج هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ يتم في القولون، ونقص ذلك الهرمون يؤدي إلى القلق والوسواس والاكتئاب.

والوسواس القهري هو مجرد أفكار سلبية تسيطر على الإنسان، وما ستتعلمه في جلسات العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري عند زيارة الطبيب النفسي هو أن المشكلة ليست الأفكار نفسها، بل كيفية تعامل الناس مع هذه الأفكار في المقام الأول، هذا بالطبع بالإضافة إلى الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، ومنها الكثير يمكنك من خلال زيارة الطبيب تناول إحداها، على أن يتم ذلك لعدة شهور وليس لأسابيع مما يساعد في الشفاء.

ويمكنك أيضا العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي، أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهراً.

وألم الظهر والفخذ قد يكون مرتبطا بالشد العضلي في عضلات الظهر، أو بسبب الإرهاق البدني، أو بسبب نقص فيتامين D، وفقر الدم، ونقص فيتامين B12، ولا بأس من فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين D، ووظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وفيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

ولكثرة التبول يمكن فحص سكر صائم، والمفروض ألا تزيد قيمته عن 95، حيث أن ما بين 95 إلى 125 يمثل حالة ما قبل السكر، ومستوى 126 يشخص السكر، بالإضافة إلى ضرورة عمل تحليل بول لأن كثرة التبول قد تشير إلى التهاب في المسالك البولية.

والقولون يحتوي في بطانته على الكثير من المستقبلات العصبية، وهذه المستقبلات تتعامل مع بعض أنواع الأطعمة والتوابل، وتتعامل مع التوتر والقلق، على أن هناك أمراً وخطباً جللاً يجب الانتباه له، فترسل تلك المستقبلات العصبية إشارات إلى المخ تنتهي بإصدار أوامر لعضلة القولون بالانقباض، وتؤدي بالتالي إلى الشعور بالألم، كما أن عسر الهضم الذي يصاحب القولون العصبي والذي يسببه بعض الأنواع من الأطعمة يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات والقرقرة.

ومن المهم تناول اللبن الرائب أو الزبادي اليوناني greek style، وتناول كبسولات بروبيوتك probiotic، وهي كبسولات بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ مرتين في اليوم لمدة شهرين، أو ثلاث مرات، كما يمكنك تناول حبوب spasmocanulase ثلاث مرات، وتناول أقراص الفحم، أو أقراص disflatyl عند الشعور بالامتلاء.

وتناول عصير أوراق النعناع الطازج مع الليمون مفيد جدًا في تخفيف الشعور بالغازات، وألم البطن، كما أن تناول منقوع بذور الشيا chia seeds ( 5 ساعات ) ملعقة كبيرة من البذور مضافة إلى كوب ماء يفيد جدا في علاج القولون والغازات والإمساك، كما أن تناول ملعقة كبيرة من الصمغ العربي على كوب من الماء يساعد في تفريغ القولون في الصباح الباكر قبل الخروج.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً