الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاول إرضاء زوجي ولكنه ما زال يتهمني بالتقصير.

السؤال

السلام عليكم.

لقد تزوجت بشاب سبق له الزواج مرتين، ولكن لم يتكلل بالنجاح، أنا متزوجة منه منذ شهرين وحامل، فمنذ أن تزوجته وهو يقول إنني لست جيدة معه في العلاقة الزوجية، مع أنني أحاول أن أقرأ، وأحاول أن أفعل ما يريد، ولكن هنالك فرق في التربية، فأنا عشت بشكل مغلق لا أشاهد أي شيء خارج المباح، وهو كان يشاهد الأفلام وأشياء أنا لا أستطيع أن أشاهدها.

تغير أسلوبه معي، مع أنني أحاول أن أعامله بكل الطرق الجيدة، يقول لي إن حوله بنات كثر، وهو لا يريد أن يقع في الخطأ، ولا يعرف كيف يستمر معي هكذا، أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يصلح حال زوجك، وأن يذهب ما بينكما، وأن يصرف عنكما كل شر، إنه جواد كريم.

الأخت الكريمة: آخر رسالتك كلمات جيدة على لسان الزوج، نريد أن نبدأ منها، يقول أصلحه الله: أن حوله الكثيرات وأنه لا يريد أن يقع في الحرام، وهذا يدل على أن خوفه من الله لا زال باقيا، وأن الحاجز الإيماني لم يكسر بعد، وهذه نقطة جيدة سنحتاج إليها عند المعالجة.

أختنا: الشاب قد تزوج مرتين، وفي كلا المرتين لم ينجح زواجه، فإذا أضفنا إلى ذلك مشاهدته للأفلام، وكذلك تطلعه إلى أمور أخرى واتهامه زوجته عوضا أن يحمد الله أن رزقه امرأة لا تنظر إلى ما حرم الله، ولا تفعل ما لا يريده الله، كل هذا يؤكد لنا أن المشكلة الرئيسة ليست عندك، فلا تلومي نفسك، ولا تتهميها بما ليس فيها، قد يكون هناك نقص منك في بعض الأمور الاعتيادية التي لا تخلو منها امرأة، وهذا أمر طبيعي وفي حدود المقبول، فلا تجلدي نفسك، ولا تنظري إليها نظرة دونية.

أختنا الفاضلة: اختلاف البيئة لها سلبياتها، ولها كذلك إيجابياتها، لكن ليس الحرام محلا للتبرير في أي بيئة، فمشاهدة الحرام ومتابعة الأفلام لا يحل شرعا اتفقت البيئات أم لم تتفق.

وعليه ننصحك أختنا بما يلي:
1- الثبات على موقفك الشرعي من كل ما حرم الله ، بل والاعتزاز به والافتخار، وعدم التنازل عن أي ثابت فيه.

2- التطور من الأمور المباحة أمر بسيط، وتحسنه النساء، ويمكنه أخذه من لسانه مع الحديث معه، فإذا رفض الحديث في هذا الأمر، فاعلمي أن الخلل ليس عندك، وأنه ما وجد وسيلة للتبين فهرب بالاتهام.

3- الرجل لا يزال فيه خير، ويجب أن تهتمي وتجتهدي في زيادة معدل التدين عنده، عن طريق أصحابه الصالحين أو شيخ مسجد يحبه، أو أي وسيلة تقربه من الله تعالى.

4- متابعة الأفلام من الأمور التي تجعل العقل يزهد في الحلال المباح ويألف الحرام غير المألوف، وهذه أحد آفاتها، وإننا نريد منك أن تجتهدي في إبعاده عنها، عن طريقين:
أ- تبشيع حرمتها في قلبه بطريق مباشر أو غير مباشر.
ب- شغل أوقاته بما يصرفه عن هذا الفعل القبيح، والاجتهاد في شغله بما يحبه من الأمور المباحة.

5- أدخلي وسطاء ممن يرتضيهم الزوج ويسمع منهم إذا حدث خلاف، ولا تفضحي له سرا، واجتهدي أن تستري عليه إذا تحدث بما لا يليق، فإن هذا أبلغ من الرد عليه إذا عقل.

وأخيرا: أكثري من الدعاء أن يختار الله لك الخير، وأن يصلحه، وأن يهديه، ولا تتنازلي أختنا عن تدينك ولا عن ثوابت شريعتك، واعلمي أن العاقبة لمن صبر.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً