الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل البحث عن المشاعر كالحب والسكينة تصلح علة للتعدد؟

السؤال

تقدمت لخطبة بنت كزوجة ثانية، ولكن ولي أمرها رفضني لرفضه التعدد، وأن التعدد في هذا الزمان به الكثير من الظلم، ولكني ما زلت أحب تلك الفتاة، ومرت الأيام ولله الحمد على كل حال مرضت الفتاة بالسرطان، وهي الآن تتداوى منه.

أسال الله العظيم أن يشفيها ويشفي كل مريض مسلم ومسلمة.

أريد أن أتقدم لها مرة ثانية، لكني أخاف أن لا أستطيع تحمل مرضها، وفي نفس الوقت لا أريد أن أكسر بخاطرها وأتخلى عنها في محنتها.

هل البحث عن المشاعر كالحب والسكينة تصلح علة للتعدد؟ أما أن هذه العلة مدخلاً من مداخل الشيطان لينغص على الإنسان حياته ويشغل تفكيره؟

جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك ثانية في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يشفي كل مريض، إنه جواد كريم.

أخي الفاضل: قد علمنا أنك تريد الزواج لأجل الإنجاب من امرأة ثانية، بعد أن أكرمكما الله بالأولاد من الأولى، وهذا مطلب لك الحق فيه، فالتعدد مشروع، لكن نحب أن ننبهك على بعض النقاط:

1- الزواج لا يبنى على العاطفة كلمة قلناها لك في رسالتنا الماضية ونزيدها توضيحا: معنى لا يبنى على العاطفة أي نقصد به الإحسان أو مجرد الشفقة، لا نعنى به بالطبع المحبة والعاطفة، إذا هما -المحبة والعاطفة- أصل أصيل في الزواج السعيد إذا كانا متفرعين من الدين والأخلاق.

2- الفتاة التي أردت الزواج منها هي الآن مريضة سرطان نسأل الله أن يشفيها وأن يعافيها، وأنت تريد التقدم لها ثانية، وهذا حقك: السؤال لماذا؟ إن كانت شفقة عليها وحتى لا ينكسر قلبها فأهلها أخي أولى بها، وهم أحرص الناس عليها، وهي الآن مع أهلها متكيفة أو صابرة، فإذا تزوجتها ثم بعد ذلك لم تتحمل مآل مرضها، ولم تستطع مساعدتها، ورأيت نفسك مضطرا إلى أخذ قرار بالانفصال حرصًا على بيتك الأول أو طمعًا في الإنجاب الذي كنت تبحث عنه، كيف يكون حال الفتاة المسكينة التي لا ذنب لها في مرضها؟ أخي إن هذا هو الكسر بحق، لذا ننصحك إن كانت هذه الرغبة أن تتركها لأهلها، وإن كانوا في حاجة إلى مساعدة عينية أو مالية فيمكنك أن تساعدها عن طريق الرجال.

3- التعدد أخي كما ذكرنا لك في الرسالة الماضية يخضع للأحكام التكليفية، فقد يكون واجبًا، وقد يكون مكروهًا، وعلى هذا يجب أن تقيم الأمر جيدًا من هذه النواحي:

أ- من ناحية زوجتك الأولى وأولادك.
ب ـ من ناحية القدرة المالية في النفقة على البيتين، من غير إضرار بالأولى.
ج ـ من ناحية القدرة النفسية على التعامل مع كلا البيتين.

نسأل الله أن ييسر لك أمرك، وأن يرزقك السكينة والاطمئنان إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً