الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في اتخاذ قرار ارتداء النقاب.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتداءً جزاكم الله خيراً ووفقكم للخير.

أنا فتاة في 20 من العمر، وشكلي مقبول نسبياً، يعني لست جميلة، وأنا محتارة في لبس النقاب لأسباب سأذكرها -بإذن الله-، وأرجو أن يتسع صدر حضراتكم بالرد عليها كلاً على حدة:

- أولاً أنا لست جميلةً، يعني أجمل جزء في وجهي هما عيناي، فلو غطيت وجهي وأظهرتهما (بغير زينة أو اكتحال -بإذن الله-) فكأني أظهر الجزء الأحسن وأخفي ما لا أحب إظهاره.

- أنا لا أحب أن يرى أحد وجهي، وأعتقد أن ذلك لأسباب شخصية أكثر من كونه حياءً، فأنا شخص يميل للانطواء، وكنت أرتدي الكمام باستمرار فأخشى أن أكون بلبسي النقاب أنفذ قراراً نابعاً من هوى نفسي وليس للدين!

- لست شخصاً ملتزماً للغاية، وبلبسي النقاب سيعطي ذلك انطباعاً للناس بأني أفضل من حقيقتي.

- منذ أسبوعين تقريباً بدأت ولله الحمد بسماع محاضرات دينية وأخشى أن يكون هذا القرار نابعًا من حماس مفاجئ يختفي بعد فترة.

- لو التزمت بالنقاب في كل الأحوال ما عدا التجمعات العائلة التي تشمل أبناء خالتي مثلاً، هل آثم (مع التزام بتغطية كل شيء عدا الوجه والكفين أمامهم)؟ لأني لن أستطيع أن أرتدي النقاب أمامهم لما في ذلك من حرج ومشقة لهم ولي، وغير ذلك والحمد لله عائلتي تلتزم بضوابط الاختلاط، حتى أني لا أتكلم معهم أحياناً سوى في أضيق الحدود.

- أفكر بتجربة النقاب فترة ولو لم أقدر عليه أتركه، فهل آثم لو فعلت ذلك؟

- كما أنني أخاف لو التزمت به أن أخلعه بعدها، فأكون قد فتنت نفسي بنفسي.

- أفكر ألا أشق على نفسي مادام الأمر واسعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص سؤالك فدعينا قبل أن نجيبك أن نؤكد على هذه أمرين:

الأول: لبس النقاب من الأحكام المختلف حولها بين قائل بالوجوب وقائل بالاستحباب، فإذا كنت تعتقدين وجوبه فلا يحل لك نزعه أمام أي أجنبي، ولا لبسه أياماً ومن ثم خلعه، أما إذا كنت تعتقدين استحبابه فلا حرج عليك -إن شاء الله- ولكن الأولى المداومة عليه حتى وإن كان مستحباً عندك.

الثاني: أننا نحمد الله تعالى لك هذا التدين والالتزام والاستماع إلى الأشرطة الدعوية، ونحن نحرضك على الاستفادة من حماسك اليوم لا التخوف منه، فإن النفس لها إقبال وإدبار، إقبال النفس أن تنشرح للخير أو الاستزادة من الأعمال الصالحة، واستغلال هذا هو من الحكمة، فإذا أدبرت فلا تكلفيها فوق طاقتها ولا تقطعي الخير المبذول سابقاً ولو في حده الأدنى.

نأتي بعد ذلك إلى الأسئلة وكلها تدور حول تداخل النية أو اشتراكها، والشيطان في كل أمر لأنه يريد صرفك عن الخير يقدم إليك ما يزهدك في ذلك، فمثلاً الحديث عن جمال العينين وأن في ظهورها فتنة لأنها أجمل ما في الوجه، هذا مدخل ويمكنك تجنبه بسهولة مع بعض الأنقبة الحديثة، كما يكفيك تجديد النية فقط. وما قلناه ينصرف على المدخل الثاني وهو عدم محبة أن يراك الناس لأسبابك الشخصية، فهذا لا يمنع من لبس النقاب، واشتراك النية هنا لا يمنع الخير، ولا يدفعك للتقاعس عنه.

ثانياً: الحديث عن تخوفك من لبسه ثم خلعه وأن هذا قد يفتن بعض الناس، أو أن لبسه سيكون مقتصراً على الأباعد دون الأقارب، هو لا يجوز إذا كنت معتقدة وجوبه.

أما إذا كنت معتقدة استحبابه وهذا ما نلحظه من خلال سؤالك، فإننا ننصحك بما يلي:

1- التواصل مع بعض الأخوات المنتقبات لمعرفة طريقة إدارتهن للحياة عن قرب.
2- إشراك والديك في هذا القرار والاستماع جيداً لحديثهم.
3- الجلوس مع الأقارب غير المحارم له كذلك ضوابط سواء كنت منتقبة أم لا، والمحافظة على السمت التديني واجب شرعي، فاحذري التهاون في ذلك.
4- أكثري من الدعاء أن يريك الله الحق حقاً، وأن يثبتك عليه.

ونحن نسأل الله لك أن يثبتك على الحق وأن يبصرك به، وأن يعينك على طاعة الله، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً