الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأنني غريب عن واقعي، ولا أريد تناول الأدوية، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور: أنا أعاني من بعض المشاكل النفسية منذ مدة، وهي شعوري بالغربة مع الناس كأنني أعيش الواقع في الحلم، ولهذا أتمنى أن أعيش الواقع بشكل صحيح مع المجتمع، وعندي شعور يأتيني عندما أشعر بشيء سيحدث -وهو الخوف والهلع الشديد- فأشعر بالهوان والضعف أمام هذا الشعور، وكذلك عندي مشكلة وهي الغضب الشديد في بعض الأمور.

علمًا أنني عانيت من الوسواس القهري بالسابق وخف الآن، ومازلت أداوم عند طبيب الأمراض العقلية الذي وصف لي سوليا 100 ملغ، وزولفت 50 ملغ، وبصراحة أنا لا أتناول الأدوية لأنني لا أريد التعود عليها، ولأنها تسبب سمنة زائدة، لهذا أتناول مكملاً غدائياً يحتوي على بيسغليسينات المغنزيوم، وفيتامينات ب1، ب2، ب6، ب12، فأتمنى -يا دكتور- أن تجد حلًا لمشكلتي، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا مجددًا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: أمَّا بالنسبة للوسواس القهري الذي تعاني منه والذي خفّ -ولله الحمد- بتأثير الدواء الذي وصفه لك الطبيب النفسي (سوليان) مائة مليجرام، و(زولفت) خمسين مليجرامًا، فكما تعلم السوليان مضاد للذهان، والزولفت مضاد للاكتئاب، الذي يعمل عن طريق السيروتونين، يبدو أنك لا تستمر بأخذ الدواء خشية أن تعتاد على هذه الأدوية، وبالواقع كلا الدواءين لا يُسبّبان الاعتياد أو الإدمان، ولكن إن استمرت الحالة وظهر أنك ما زلت في حاجة لهذين الدواءين، فهذا ليس دليلاً اعتياداً أو إدماناً، وإنما بسبب أن الوسواس القهري الذي تعاني منه لم يختف بشكل كامل.

فأنصحك بالاستمرار على الدواء طالما أنك ما زلت تعاني من الأفكار الوسواسية القهرية، ومعك حق في قضية زيادة الوزن، فبعض الأدوية النفسية يمكن أن تزيد الوزن، ولكن يمكن التعامل مع هذا إمَّا عن طريق تخفيف الجرعة، بالإضافة إلى بعض النشاط الرياضي الذي يمكن أن يُحافظ على وزنٍ مناسب، وإن كنتُ لاحظتُ من سؤالٍ سابقٍ لك أنك تريد أن تُخفف الوزن، فربما وزنك لا علاقة له بتأثير جانبي للأدوية النفسية هذه.

أمَّا بالنسبة لشعورك بالغربة عن الناس، وكأنك تعيش في شيء من الأحلام أو الخيال، فنعم، هذا يمكن أن يُصيب الناس أحيانًا، وخاصة في حالات التعب والإجهاد البدني وقلة النوم؛ لذلك ممَّا يُعينك على التخلص من هذا الشعور هو العمل على النوم ساعات مريحة، بالإضافة إلى النشاط الرياضي، والتغذية المتوازنة.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والشفاء، ولا مانع من أن تناقش كل هذا الذي ذكرتُه لك في هذا الجواب مع طبيبك، الطبيب النفسي الذي تُراجعه، فلربما أيضًا يُساعدك عن طريق جلسات العلاج النفسي، بالإضافة للعلاج الدوائي الذي أنت عليه.

لا تنسنا –أخي الفاضل– من دعوة صالحة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً