الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتكاسل عن الصلاة ولا يصلي أحيانًا، فكيف أوجهه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي: أنني متزوجة منذ 7 شهور، وزوجي لا يحافظ على الصلاة، ومعظم الوقت يجب أن أذكره بها، وفي بعض الأيام ينسى الفروض ولا يصليها مرة أخرى، على الرغم أنه من أسرة ملتزمة وحافظة للقرآن، وهو حافظ للقرآن، والمعلومات التي وصلتني في الخطوبة أنه ملتزم، وحينما كنت أسأله عن الصلاة كان يقول: إنه ملتزم بها.

سؤالي: هل علي ذنب لو أكملت معه وهو بهذا الحال؟ على الرغم من أنه في الجوانب الأخرى زوج جيد جداً وعلى خلق، وأحيانًا يذهب ويصلي في المسجد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يحفظ زوجك، إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: جزاك الله خيرًا على حرصك على تدينك وتدين زوجك، وهذا الهم وذاك الحرص متى ما حافظت عليهما فإنه سيوصلك إلى خير -إن شاء الله-.

ثانياً: الزوج فيه خير وفيه كسل، وهو لا يترك الصلاة كلية لكنه أحياناً ما يكسل عنها أو يشغله شيطانه، وهي فترات ضعف لا محالة تحتاج منك إلى أمرين نذكرهما لاحقاً.

ثالثاً: الزوج من أسرة طيبة، وهو حافظ لكتاب الله -كما ذكرت-، وهذا يعني أن الخير فيه هو الأصل، وإنه سيعود إلى هذا الخير -إن شاء الله- فلا تقلقي.

رابعاً: أخلاق الزوج جيدة ومعاملته معك في المجمل حسنة، وعليه فلا نراك أخطأت بعد سؤالكم عنه، وليس عليك ذنب فيما قدر الله بعد السؤال، ولكن عليك واجب، يجب أن تسيري عليه إحساناً لزوجك، وإعذاراً لنفسك.

خامساً: زوجك يحتاج منك إلى أمرين:
1- معرفة الأسباب التي تصرفه عن المحافظة على الصلاة.

2-التذكير بها مع التحبيب، فالبعض تذكر بغلظة تصرف زوجها عن الخير، كأن تقول له: لماذا لا تصلي؟ ألا تخاف الله؟ حرام عليك؟ والبعض الآخر تقول لزوجها: هل صليت؟ كأنك نسيت؟ الإقامة باقي عليها دقائق؟ مثلك لا ينبغي أن يكون إلا في الفردوس الأعلى فأنت صاحب خلق ودين، بالطبع -أختنا- حدثيه بلغتك التي تتحدثين معه بها في البيت.

وأخيراً: الأخت الصالحة البرة التقية هي من تدفع زوجها للصالح من الأعمال، هي من تذكره إذا نسي، وتشكره إذا أحسن، وتذكره بحسناته وتضخم منها، هي من تدفعه للخير دون أن تؤذيه، وتكتم أسراره ولا تفضحه، هي من تستغل كل وقت صالح للحديث معه وتذكيره بالله، هي من تصاحب زوجات أصحابه الصالحين حتى يدعموه ويساندوه.

وعليه فأمامك عمل كثير يتطلب جهداً منك، وأجرك عند الله عظيم، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات