الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في ترك والدي والانتقال للعيش مع أمي، فهل قراري صحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً، أمي وأبي تطلقا منذ فترة بسبب مشاكل كثيرة كانت بينهما، والآن أمي تزوجت برجل آخر، وهو في الواقع يكون زوج خالتي -رحمها الله-، والجميع يشهد له بحسن الخلق، لدي أخ يبلغ من العمر 22 عاماً، وسوف يستمر في البقاء مع أبي في المنزل.

أمي وزوجها رحبا بانتقالي للعيش معهما، وفي الواقع أنا أريد الذهاب للعيش مع أمي، لأن الوضع في منزل أبي سيء جداً، أبي حنون جداً، ولكن المنزل سيء، حتى ليس لدي غرفة خاصة، أو خصوصية كفتاة في عمري، هذا ولا أشعر بالراحة، وتنقصني أشياء كثيرة، ولكن في منزل زوج أمي سيكون لي غرفة خاصة، وسوف أعيش حياة جيدة.

أريد الذهاب مع أمي، ولكنني أشعر بتأنيب الضمير تجاه ترك أبي وحده مع أخي بدون أن يلبي أحد مطالبهما، كتحضير الطعام، وغير ذلك، ولكنني حقاً متعبة من الوضع الحالي، ولكن في نفس الوقت أشعر بالندم، ولكن بالطبع سوف أتصل بهما، وأذهب لزيارتهما من حين لآخر، ولن أقطع صلتي بهما؛ لأن علاقتنا جيدة، فهل أكون مذنبة إذا ذهبت مع أمي وتركتهما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك حرصك على بر أبيك والإحسان إليه، وهذا مفتاح سعادتك -إن شاء الله- نرجو الله تعالى أن يسوق إليك كل خير، وأن يزيدك هدىً وصلاحًا وتوفيقًا.

وقد أصبت - أيتها البنت العزيزة - حين أدركت أن والدك يحتاج إلى مَن يقوم بخدمته ورعايته، وهذا بابٌ من أبواب الجنّة وسببٌ للأرزاق الحسنة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه) وأولى الأرحام بالإحسان والصلة الوالدان (الأب والأم).

ونحن على ثقة تامة - أيتها البنت العزيزة - من أن كل جُهدٍ تبذلينه في بِرّك بأبيك والإحسان إليه والقيام برعايته؛ فإن ذلك سيعود عليك بالخير واليُمن والبركة، وسيجعله الله تعالى سببًا لفتح الأبواب أمامك وتيسير الأرزاق وجلب أسباب السعادة؛ ولذا نصيحتُنا لك أن تسترضي والدك وتطلبي رضاه، وتحاولي إعانته بقدر استطاعتك، فإن أذن لك في الانتقال إلى أُمّك فانتقلت واجتهدت أيضًا في إعانة والدك وقضاء حاجاته؛ فهذا شيءٌ حسن ولا إثم عليك فيه.

أمَّا إذا لم يرض والدك بذلك، فلا يجوز لك أن تنتقلي؛ لأن طاعته واجبة، والأصل أن تكون البنت مع والدها حتى تتزوج.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً