الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التخلص من الملل والشعور بالفشل تجاه التحصيل العلمي والدراسة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،

في الواقع لا أعلم كيف أبدأ رسالتي، أو بالأحرى مشكلتي التي لم أجد لها حلاً إلى الآن.

أنا يا أحبائي فتاة في السنة الأولى ثانوي، تغيرت حياتي كثيراً في هذا العام، ومع بداية السنة الدراسية خاصة، فلم أعد أطيق الذهاب إلى الثانوية، بل إنني أصبحت أكره الدراسة! لا أعلم لماذا؟! وكيف؟ فقد كنت قبل هذا أحب الدراسة وأجتهد فيها كثيراً، فطيلة أيامها تجدني منغمسة في المذاكرة ومتفانية فيها إلى حد كبير، لكن في العامين الآخيرين، تغيرت وأصبحت لا أهتم بها كثيراً، والأدهى من ذلك والأمر، أنني أصبحت أفكر بترك المدرسة! نعم! والله إني أشعر بالحسرة والندم، ولا أعلم لم تنتابني كل هذه المشاعر المخيفة؟ فقد أصبحت قلقة، بطيئة في كل شيء، وتدهور تركيزي كثيراً، فقد كنت طيلة الحصص الدراسية التي دخلتها شاردة الذهن، مضطربة، وفي جمود فكري إلى حد بعيد!.

كما أني تغيبت عن بعض الحصص، فتارة بحجة أن الوقت تأخر والثانوية بعيدة! وتارة أخرى بحجة أني لم أنجز واجباتي المنزلية، أجل، مع كامل الأسف، هكذا أصبحت حياتي.

الخوف والكسل خيما علي، فعقلي يقول لي: قومي وأزيحي عنك كل هذا، والله المستعان، لكن أجدني غير قادرة، وكأن قوة فوق إرادتي تمنعني، في الحقيقة لا أعلم كيف أفسر حالتي، فأنا لا أود أن أحزن أبوي بأفعالي البئيسة، لا أريد أن أنكس رأسيهما خذلاناً وندماً بعدما كانا يفخران بي ويشجعاني على الدراسة، رغم أنهما لم يدرسا في حياتهما على الإطلاق، وقد نسيت أن أقول أنني لشدة اضطرابي وعدم وجود شخص يدلني على حسن الاختيار، قررت أن أغير توجيهي من علمي إلى أدبي.

لكن لم يقدر ذلك، فأصبحت وكأني مجبرة على دراسة المواد العلمية، كما أنني أجد اللغتين الفرنسية والإنجليزية صعبتين وثقيلتين على قلبي إلى حد كبير، فأصبحت أتهرب منهما كثيراً وخصوصاً الفرنسية والتي تمثل أهمية بالغة في بلدنا.

لا أعلم، هل يجب علي أن أدرس ساعات إضافية من أجل التقوية أم أن ذلك لن ينفع، فلم يسبق لي أن أضفت ساعات أخرى على ساعات الدراسة، لذا أجدني غير قادرة على ذلك، إضافة إلى المصاريف والتي ستشكل عبئا آخر على عاتق أبي.

أخشى أن أبقى على هذا الحال أو أن أرسب لا قدر الله.

فرجاء ساعدوني وأفيدوني، لأنني في حاجة ماسة لكل نصيحة وكلمة طيبة منكم، ولعل الله يجعل على يدكم الخير بمشيئته سبحانه، ويجعل بعد العسر يسراً.

عذرا على الإطالة، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعوذي بالله من الشيطان ومن عين الإنسان، وتجنبي معصية الله فإنها تجلب الخذلان، واتركي الكسل فإن عاقبته خذلان، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يجعلنا جميعاً من أهل الرضوان.

وأرجو أن تكون بداية التصحيح بالتوجه إلى من يعطي النجاح ويصرف كل قبيح، ونحن واثقون بقدرتك – بعد توفيق الله – على النجاح والتقدم في دراستك؛ لأن من استطاعت أن تصل إلى الثانوية من السهل عليها مواصلة المشوار وإحراز التقدم في كل المواد، فضاعفي المجهود، وتوكلي على ربنا الودود، واعلمي أن حلاوة النجاح بلا حدود، وأنها مصدر سعادة للآباء والجدود.

ولا داعي للقلق والاضطراب والشرود والاستسلام للمشاعر السالبة والإحباط والعقود، واعلمي أن نفس الإنسان خوانة كسولة فإذا شجعها الإنسان ودفعها تقدمت وأنجزت، وقد أحسن الشاعر في وصفه للنفس حين قال:-

والنفس كالطفل أن تهمله شب على ** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وأرجو أن تحددي أهدافك، وتنظمي أوقاتك، ولا تأخري عمل اليوم إلى الغد، وصادقي الصالحات المجتهدات، واطلبي رضا الله ورضا والديك والدعوات، وأكثري من تلاوة القرآن، واحرصي على الأعمال الصالحات، وابتعدي عن المعاصي فإنها تحرم التوفيق وتجلب الحسرات، ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، وقد أحسن الشافعي في قوله:-
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال أعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، وبضرورة الاجتهاد في بر والديك والحرص على إدخال السرور عليهما، واحرصي على صلة أرحامك إحساناً، واستعيني بالصبر والصلاة، وابذلي جهدك ثم توكلي على ربك واسمعي لقول الشاعر:-

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نور الهدى

    جزاكم الله كل الخير

  • أمريكا صور تتكلم وكلمات ترسم

    وانا ايضا مللت من الدراسة الي حد كبير حتى اني اتمنا لو ان اترك المدرسة لا اعرف لماذا لكن حقا سئمت كرهت حتى حياتي الامتحانات يوما بعد يوم بعد ان كنت مجتهدة في دراستي حتى ان درجاتي لا تقل عن 95 الان اصبحت تحت ال40 ولا استطيع اكمال دراستي ولا امل في ذالك فان كرهت شيئا و ذهب مجهودي و تعبي هكذا لا استطيع ان احبه مرة اخرى وارجع كما كنت في السابق ...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً