الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعاطي مع مشاكل الأبناء الدراسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي ولد يبلغ من العمر 11 سنة ويدرس في الصف الخامس الابتدائي، ولم أستطع معالجة الضعف الدراسي لديه، علماً أنني حاولت بشتى الوسائل ولكن بدون جدوى، للعلم أن ولدي كثير التهور فأعينوني وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Noureddine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك ولدك، وأن يجعله قرة عين لك ولأهلك، وأن يفتح عليه فتوح العارفين، وأن يجعله من الأذكياء النجباء المتميزين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن الله العلي الأعلى قسم الأرزاق بين عباده قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وشاءت حكمته أن يكون في الناس الذكي والغبي، والعاقل والمجنون، والقوي والضعيف، والصحيح والمريض، والمهندس والمدرس والطبيب والعامل وغير ذلك، ولذلك ليتخذ بعضنا بعضاً سخرياً وحتى تتم عمارة الأرض التي نحيا عليها، فلو كان الناس جميعاً أغنياء لتوقفت عملية الحياة، وكذلك لو كانوا جميعاً فقراء وهكذا، فولدك قد أعطاه الله من الذكاء والفطنة ما يتناسب مع رسالته التي خلقه الله لها، وقطعاً سيجد سبيله في الحياة كغيره من الناس تماماً لأن كلاً ميسر لما خلق له فلا تشغل بالك بمستقبله أكثر من اللازم، وإنما الواجب عليك ألا تقصر في تربيته وتوجيهه وإرشاده والنهوض به على قدر استطاعتك، ولا تظهر له سخطك عليه أو عدم رضاك عنه؛ لأن الأمر ليس في يده، وهو قطعاً يتمنى أن يكون كغيره من المتميزين النجباء، وأرى أن تعرضه على أخصائي نفساني لمعرفة سبب عدم حرصه على الدراسة لاحتمال أن تكون لديه بعض المعوقات النفسية أو العضوية، وهذا أمر وارد جداً، فاعرضه على أخصائي، وحاول منه معرفة أسباب عزوفه عن الدراسة وعدم جديته فيها لاحتمال أن تكون البيئة أو المنزل هو السبب، أو أن تكون سياستكم الداخلية وطريقة تعاملكم معه هي أحد العوامل أو الأسباب، فأوصيك بذلك، كما أوصيك بشيء مهم جداً إلا وهو الدعاء له بصلاح الحال، فإن دعاء الوالدين لا يرد، وبه تتغير مجريات حياتهم بإذن الله، وعليك بالصبر وعدم التعجل في قطف الثمار لأن كل شيء بقدر الله وخاضع لمشيئته وإرادته، وأكرر لا تظهر أمامه سخطك عليه أو عدم رضاك عنه؛ لأنه في محنة ولديه مشكلة يحتاج من يقف معه ليساعده لا من يعنفه ويؤنبه.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق!!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً