الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أمي للخاطب لأن عمله غير مستقر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تقدم لي شاب طيب الأخلاق وملتزم، لكن أمي رفضته بشدة وذلك لأن عمله غير مستقر، فهو تاجر بسيط، فماذا أفعل معها؟


وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oumishak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رفض الوالدة للشاب لم يؤسس على ملاحظات شرعية، ولكننا ندعوك للاقتراب منها وإظهار وجهة نظرك، واعلمي أن العبرة بنيتها وليس بعملها فإنها تظن أنها تراعي مصالحك وتحسن إليك.

وأرجو أن تجدي في الأخوال والخالات والأعمام والعمات من يستطيع أن يوصل وجهة نظرك ويتكلم معها بلسانك كما نتمنى أن يكرر الشاب المحاولات.

وليتنا تذكرنا جميعاً أن الأرزاق بيد الله، وأن المهم في الرجل دينه وأخلاقه، وأن العبرة بقدرته على الكسب وهمته في العمل، ولا خير في غنى وإرث متبطل، والإنسان لا يعير بفقره ولكن العار في الكسل والتواكل.

ولا يخفى على العقلاء أن التجارة من الأعمال الشريفة وأنها باب للرزق، كما أن العبرة في الأموال ليست بكثرتها ولكن المهم أن تكون من الحلال الطيب، والدنيا تجيء وتذهب ولا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولا خير في الغني الحسيب المتعلم إلا إذا وجد مع ذلك الدين والأخلاق، وقد أحسن من قال:

لو كان في العلم من دون التقى شرفٌ لكان أشرف خلق الله إبليس

وأحسن أيضاً من قال:

لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونتمنى أن تصل وجهة نظرك ومشاعرك للخطيب، كما نتمنى أن تكرر المحاولات وأن يدخل الوساطات، وأرجو أن تشغلي نفسك بالذكر والدعاء، واقتربي من والدتك، واجتهدي في برها.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً