الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يتهاون في الصلاة ويقع في المعصية بسبب طبيعة عمله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن أسألكم سؤالاً يكون الرد عليه سريعاً إن شاء الله.
بعد الانتهاء من دراسة الجامعة كان همي هو إيجاد وظيفة محترمة لكي تكون مصدراً للرزق؛ كي لا أكون عائقاً على أهلي بعد أن قاموا -ولله الحمد- بالصرف علي طوال الـ21 سنة الماضية، ولا زالوا حتى الآن يصرفون علي.
فوجدت وظيفة والحمد لله في مجالي وتخصصي، ولكن يجد الإنسان في حياته أنه لابد من بعض التنازلات في أمور حياته، ونحن المسلمين لدينا عقيدة ولكن لا نعرفها.
المشكلة لدي أني بعد الدراسة والدخول إلى سوق العمل أشعر أني أتنازل في أشياء كثيرة؛ حتى أني الآن أشعر أني قريب جداً من المعصية والوقوع في الرذيلة.

في نفس الوقت أنا أكره النفاق، ولكي أجد نفسي أفعل أشياء يفعلها المنافقون مثل التكاسل عن قيام صلاة الفجر في جماعة، وذلك بسبب طبيعة العمل -ولكن هذا ليس تبريراً- أيضاً التوقف عن الذهاب إلى مجالس العلم ومحاضرات الشيوخ؛ وذلك أيضاً بسبب طبيعة عملي والظروف الأمنية في البلاد. فهل أنا منافق؟

أنا محتار جداً، وأريد أن ترشدوني ماذا أفعل في بداية حياتي العملية (بداية دخولي لسوق العمل)؟ وكيف أحسن علاقتي بربي؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ____ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن مجرد الإحساس بالتقصير هو خطوة مهمة في تصويب المسير، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يحشرك مع رسولنا النذير البشير، وأن يعفو عنا وعنك ما حصل من التقصير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يجلب لك الخير الكثير.
ولا شك أن بيئة العمل تحتاج إلى مجاهدةٍ للنفس، وحرص على التمسك بالثوابت، ومما يعنيك على ذلك بعد توفيق الأحد المالك ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه ويوفق من احتمى بحماه.
2- البحث عن الرفقة الصالحة.
3- البعد عن المعاصي والذنوب، فإن لها شؤمها وآثارها.
4- الإكثار من الذكر والاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
5- تنظيم الوقت وإعطاء الجسم حقه من الراحة وحظه من الترفيه، على أن يكون الترفيه بمقدار ما يعطى الطعام من الملح.
6- مراقبة الله في السر والعلن، والحرص على إتقان العمل.
7- الحرص على بر الوالدين، ومساعدة المحتاجين ليكون في حاجتك رب العالمين.
8- حصر أسباب الفتور والعمل على تفاديها، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب.

9- الحرص على سماع المحاضرات، والتواصل مع العلماء، فإن في طلب العلم عصمة من السقوط وعون على الخروج من الفتن.

10- غض البصر والبعد عن مواطن النساء، وجعل التعامل معهن في حدود الضرورة مع مراعاة الآداب الشرعية في ذلك.

11- المسارعة بطلب الحلال والتوكل على رب العزة والجلال.

12-الاهتمام بالصلاة والمحافظة على أوقاتها وليس العمل وظروفه عذر في ذلك كما ذكرت، وما يُعينك على المواظبة على الصلاة طلب الرزق الحلال، وعقد النية الصادقة، واتخاذ الوسائل المعينة، والبعد عن المخالفات والسهر مع القنوات.

وأرجو أن تسأل نفسك لو كان موعد العمل هو موعد الصلاة هل كنت سوف تتأخر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله في السر والعلن، وفرّ من النفاق فرارك من الأسد، واحمل نفسك على المعالي، واعلم أن النفس كالطفل كما قال الشاعر:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وأرجو أن تعلم أن العمل لا يمنع من حسن الصلة بالله، والمسلم يحرص على ذكر الله ويراقب الله ويؤدي عمله على الوجه الذي يرضي الله.
ونسأل الله أن يلهمك رشدك.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً