الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعارف عبر الإنترنت وإمكانية الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب مسلم طالب جامعي، أستخدم الإنترنت للدخول إلى غرف الدردشة والحديث مع شباب من الجنسين من مختلف الديانات والدول، وأحاول أن أجعل الحوار يسلك طريق الدين.

وأتحدث إلى فتاة مسلمة من تايلاند منذ حوالى عامين، وقد وجدت أن أغلب مسلمي تلك البلاد بعيدين عن تعاليم الإسلام، وقد لفت انتباهي تحولاً في هذه الفتاة إلى الأفضل، وعندما أخبرتني بأنها قررت المواظبة على صلاة التهجد يوميّاً بدأت التفكير في الارتباط بها ولكن ليس جدياً، وبالتدريج بدأت تنمو عاطفة بداخلي نحوها إلى أن كلمتها في الموضوع.

وقد لاقيت لديها نفس الشيء وأخبرتني أنها تريد الزواج من شخص متدين نظراً لقلة من يهتم بالدين من المسلمين هناك، واستمر الموضوع على تلك الناحية إلى أن تفجرت بداخلي بعض التساؤلات وهي: هل ما أفعله حتى الآن مباح شرعاً؟ مع العلم أنه ما زال أمامي سنتان للدراسة، وقد يكون هناك من عام إلى ثلاثة أعوام في الجيش، وسأمضى فترة عام أو عامين بإذن الله للعمل.

مع العلم أيضاً أن هذه الفتاة تكبرني بأربعة أعوام، وأتوقع أن لا يوافق والداي عليها لاختلاف العمر والثقافة وبعد البلدين، كما أني ما زلت أشك إن كانت صادقة أم لا؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى ربط هذه الفتاة ببعض الصالحات، والتوقف عن المضي مع تيار العواطف والمكالمات والمراسلات، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يرفعك عالي الدرجات.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الأصل هو أن تنصح الفتاة أختها وزميلتها، وأن يشتغل الشباب بالنصح لزملائهم من الذكور، وقد تقبل النصيحة للجنس الآخر إذا أمنت الفتنة ولم تحدث خلوة ولم يكن هناك بديل لذلك، شريطة أن يكون ذلك بقدر، فلا ينبغي التوسع لأن الشيطان ينصب الشراك ويغير خططه ويبدلها حتى يوقع الإنسان في غضب مالك الأكوان، فاتق الله في نفسك وفي فتاة الإسلام، وتعوذ بالله من الشيطان.

ولا يخفى عليك أن الإسلام لا يعترف بأي علاقة بين الشاب والفتاة الأجنبية عنه - وهي كل من يجوز له أن يتزوجها - إلا في ظلال رباط شرعي معلن، ولا يرضى بعلاقة بين شاب وفتاة لا يكون هدفها ونهايتها الزواج، ويشترط أن تكون العلاقة بعلم أهل الفتاة وبحضور بعضهم، ونحن نتمنى أن تحسن التخلص من هذه العلاقة، وأخلص في نصحك للفتاة، واجتهد في ربطها بالصالحات، ولا شك أن المشوار الناجح يبدأ بعلم الوالدين وموافقتهم، وقد يصعب على الإنسان أن يسعد مع فتاة لا يرضاها أهله، ولن يسعد مع فتاة يؤسس علاقته بها على التردد والتفكير في كبر السن، كما أن شبح هذه العلاقة سوف يطارد مسيرتكم مستقبلاً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وها نحن نحذر شبابنا من خطورة الدخول في عالم الإنترنت بدون ضوابط، ونقول للجميع: إن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نهايات صحيحة، كما أن المعرفة عن طريق الإنترنت والهاتف لا تعطي إلا جزءاً قليلاً من الحقيقة، وتذكر بأن الشيطان يستدرج الناس، ولذلك جاء النهى عن اتباع خطوات الشيطان، ولست أدري هل كنت سترضى لأختك ما يحصل معك؟ وما هو مصير تلك الفتاة التي عقدت عليك الآمال؟

وأرجو أن تستخير وتستشير وتحرص على حسم هذه المسألة حتى لا تظل الفتاة معلقة تنتظر السراب، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يردكم إلى الحق والصواب، ومرحباً بك مجدداً ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً