الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة شاب خطب فتاة وكان فرحاً بها ثم فترت عاطفته تجاهها.

السؤال

السلام عليكم..

لماذا لا أحب خطيبتي؟!

أكتب إليكم وأنا على مفرق أهم طريق في حياتي، فأنا شاب أبلغ من العمر (34) عاماً، أعمل أستإذن في الجامعة، بنيت نفسي بنفسي، ولم أعتمد على أحد أبداً، شديد الاستقلالية، وقراري أتخذه وحدي دون تأثير من أحد.

مشكلتي أنني تأخرت في بناء نفسي حتى أصبحت لا أفهمها، فقد وصلت سن الـ (34)، وبدأت أفكر بالزواج، وبعد عدة شهور من البحث عن فتاة متدينة وجميلة ومتعلمة ومثقفة كزوجة لي، وجدت ضالتي قبل شهرين، بل لعلها أفضل مما كنت أبحث عنه.

تصغرني بـ (10) سنوات لكن عقلها كبير جداً، وحازت على كل ما أريد (الفتاة ليست من أقاربي، ولم أعرفها من قبل).

تقدمت لخطبتها وقد وافق أهلها سريعاً خصوصاً أن سمعتي بحمد الله جيدة.

عقدت قراني مباشرة (كتبت الكتاب) بناء على طلب أهلها، كما أنني كنت ولا زلت مقتنعاً بها، قراري كان مني ولم أتأثر بأحد أبداً.

مر الأسبوع الأول وأنا شديد السعادة، أما هي فكانت سعادتها لا توصف، بعد الأسبوع الأول بدأت عاطفتي تضعف بشكل كبير نحوها، بينما كانت مشاعرها هي تزداد بشكل هائل حتى أثقلتني بها بشكل هائل.

دائماً ترسل لي المشاعر الجياشة الصادقة، لم أعرف ماذا أصابني؟ أصبحت لا أهتم لها أبداً، ولا أرد على رسائلها إلا بقدر الحاجة، أفضل الخروج مع أصدقائي على الخروج معها، لا أدري ما الذي يحدث لي؟!

هي لم تفعل شيئاً أبداً سوى أنني علقت عليها أنها سمينة قليلاً، وقد سجلت في نادي حتى تخفف من وزنها.

إنها فتاة أكثر من رائعة، وأنا مقتنع عقلياً أنها ممتازة، وستكون نعم الزوجة، وأهلي يحبونها كثيراً.
لكن لماذا ذهب الحب من قلبي لها؟

فكرت بالحسد خصوصاً أن العديد من الفتيات كانوا يتمنون الزواج مني، وخصوصاً طالباتي في الجامعة، علماً بأنني جلست مع بعضهن (في بيوت أهلهن) لكن لم أقتنع.

أسمع أن فترة الخطبة أجمل فترة، لكن معي هي الأسوأ، فأنا غير سعيد أو متلهف أبداً على خطيبتي، ولو غابت عني طوال الوقت، بينما هي تنتظر لقائي لحظة بلحظة، خاصة أنني أول رجل في حياتها.
أخاف أن أظلمها معي إن استمريت، لكن ساعات أقول: إن الحب سيأتي بعد الزواج، والمهم الآن هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

لا أدري ماذا أفعل هل أكمل أم أقف؟

ألهم أصبح رفيقي وسكني، وخطيبتي بدأت تحس بذلك وهي تبكي على ذلك.

أريحوني أراحكم الله، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Younis حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بإكمال المشوار، واستعن بالله الواحد القهار، وأكثر من ذكر الله والاستغفار، وتعوذ بالله من الشيطان ومن شر الأشرار، واجتهد في إكمال المراسيم لتكون خطيبتك معك في الدار، واعلم أن البرود الحاصل قد تكون له بعض الأسباب، كما أن اهتمامك بعملك ونجاحك فيه قد يشغلك عن بعض الجوانب التي يهتم بها الخطاب.

ولا داعي للانزعاج، فإن العواطف لها صعود وهبوط، كما أن اقتراب موعد الزواج يرفع الإحساس بالمسئولية فتقل عند ذلك تيارات العواطف.

وأنت لا تزال معجباً بدينها وأخلاقها وفخوراً بها، فأظهر لها ذلك فإنها لا تستفيد من مشاعرك المكتومة، وحاول أن تدخلها في جوك العملي، فإن اتحاد الهموم يجمع القلوب، واحرص على مصادقة المتزوجين فإنك الآن فتحت صفحة جديدة خرجت بها من زمرة العذاب.
ولا مانع من أن تقرأ على نفسك الرقية الشرعية وآية الكرسي وسورة البقرة، وكرر اللجوء إلى الله، وإذا كان هناك راقٍ شرعي موثوق فلا مانع من عرض نفسك عليه مع ضرورة اليقين بأن الشفاء من الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونحن نحذرك من مجرد التفكير في التوقف أو الانسحاب، بل نقول لك: استعن بالله وتوكل عليه، واعلم أن خير البر عاجله، فليس هناك داعٍ لطول فترة الخطوبة، وليس في ذلك مصلحة فإنه (لم يُر للمتحابين مثل النكاح)، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً