الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس المرض بعد العثور على قطرة دم في عود الأسنان

السؤال

السلام عليكم.

قبل شهر ذهبت لتناول الطعام من مطعم، وعندما خرجت أخذت خلال أسنان، وبعد أن انتهيت من التخلل تفاجأت بوجود نقطة من الدم على طرفها، وأصابني الشك هل هو مني أم من غيري ولم أستطع النوم، وأصبحت أعاني من الإرهاق المستمر والتعب والقلق والتوتر، وأصبحت أقول في نفسي: إن الخلالة تحتوي على جميع الأمراض، ومن ثم عملت فحصاً شاملاً بعد ثلاثة أسابيع ـ والحمد لله ـ لم يظهر شيء، لكن ما تزال الوساوس تسيطر علي، ولا أعرف ماذا أفعل؟ وأخاف أن أقترب من زوجتي خوفاً من وجود شيء.

أرجو المساعدة، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الذي حدث لك هو أمر بسيط جدّاً ولا يتطلب كل هذا التوتر وكل هذا الانزعاج وكل هذه الوساوس، فأنا أعتقد أن هذا الدم منك.
والشيء الآخر: إذا افترضنا حتى إن لم يكن مصدره أنت فما هو مصدره؟! إذا كان مصدره إنساناً آخر فلا أعتقد أن هذا صحيح؛ لأن الدم يتجمد، إذا كان أحد الناس قد استعمل هذه (النكاشة) لنظافة الأسنان وتركها على سبيل المثال فسوف يكون الدم متجمداً، ولا أعتقد أن ذلك يحدث أصلاً.

ثانياً: انظر إلى الناس فهم يصابون بالجروح وتنزف دمائهم، وبفضل الله لا يحدث لهم أي شيء، خاصة في القرى وفي الأقاليم حيث لا توجد رعاية وعناية طبية، فأنا أعتقد الشيء الضروري والمهم لك هو أن تحقر هذه الفكرة، تحقرها كاملاً وتقول لنفسك: (هذا وسواس، وأنا سوف أحقر هذا الوسواس ولن أستجيب له مطلقاً، أنا في حرز وفي حفظ الله ويجب ألا أزعج نفسي بهذه الصورة، لا يمكن أن أعيش حياة معقمة، فالإنسان عرضة لأشياء كثيرة في الحياة، ولكن الأهم أنه في حفظ الله).
فدعوتي لك هي دعوة واضحة وقوية وهو أن تحقر هذه الفكرة، وأن تعتبرها فكرة سخيفة، لأنها فكرة سخيفة، وقل لنفسك: (هذه فكرة سخيفة لا تليق بي فلماذا أقلق ولن أقلق، وأنا إن ذهبت مذهباً بعيداً وذلك بابتعادي عن زوجتي، فهذا ليس صحيحاً).
وعليك ألا تضع مثل هذه الحواجز، وأن تكبل نفسك نفسياً بهذه الصورة، فالأمر بسيط جدّاً، فقط يتطلب منك أن تحقر الفكرة وأرجو أن تعاشر زوجتك المعاشرة الطبيعية.

الوساوس يعرف عنها أنها سخيفة، ولكن الإنسان إذا لم يقتنع بهذه السخافة ويردها ويلفظها قطعاً ستسيطر عليه وتسبب له القلق، إذن حقر هذه الوساوس ولا تعطيها أي قيمة وأنت في حفظ الله، وأنت قد قمت بإجراء الفحص وكنت أعتقد أصلاً إجراء الفحص لم يكن ضرورياً، ولكن ما دمت قد أجريته فنقول أن هذا خير كثير بإذن الله تعالى.

عش حياتك طبيعية، وأنا أرى أنك لا يجب أن تضخم وتجسم هذا الموضوع إلى هذه الدرجة، ولا أرى أنك في حاجة إلى علاج دوائي، أعرف أن البعض قد يعطي بعض الأدوية المضادة للوساوس والقلق، ولكن لا أعتقد أن هنالك داعٍ لذلك، لأننا إذا أعطيناك الدواء يعني أننا قد ألصقنا بك طابع المرض، وأنت لست مريضاً، هذه مجرد ظاهرة بقوة إرادتك وبناء قناعات ذاتية داخلية سوف تتخلص منها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً