الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المرأة من سب أبيها لها وإهانته لزوجها

السؤال

أبى يسبني بألفاظ بشعة، ولكنه حنون، ولكن هذا السب يجعلني أريد ألا أفتح معه أي حوار، أو حتى أن أبتسم في وجهه، أغضب وأسكت بطبيعة النفس البشرية، ولكنه يغضب برد فعلي ويسبني، وكذلك هو كثير الإهانة لزوجي أثناء غيابه، وأنا لا أطيق ذلك، فأدافع عن زوجي ولكنه يغضب ويسبني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن والدك مخطئ في سبه لك أو لغيرك، ونسأل الله أن يهديه وأن يصلح حالك وحاله، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يقدرون معاناتك ويتفهمون مشكلتك ويشكرون لك تواصلك مع موقعك.

وأرجو أن يعلم والدك أن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء، وأن شريعة الله تحرم السب واللعن والأذية لكل مسلم ومسلمة، بل وتمنع لعن الحيوان كما حصل في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رفض أن تتبعهم تلك الناقة التي لعنتها صاحبتها.

ومن هنا يتضح لنا خطورة ما يفعله والدك نسأل الله له الهداية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

ويؤسفنا أن نقول: إن بعض الناس اعتاد على السب وتربى عليه، ولكن المسلم ينبغي أن يحكم نفسه بالآداب الشرعية، ولا أظن أن ذلك صعب على مسلم ترك في صيامه الطعام والشراب.

وأرجو أن تذكري والدك بلطف بحرمة السب واللعن؛ شريطة أن تقدمي بين يدي ذلك ألواناً من البر والإحسان، ولا شك أن ما يقوم به مرفوض حتى ولو كان مازحاً، ونحن ننصحك بتفادي الأشياء التي تجعله يسب ويشتم، فإن تفادي الأسباب من أهم وسائل العلاج، وأن تزيدي من جرعات البر والإحسان إليه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكتمان ما يحصل عن زوجك وعن جميع الناس، وتلطفي في الإنكار على والدك فإن ذلك من شروط الإنكار على الوالدين، وعليك بكثرة الدعاء له، فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، ونسأل الله الهداية للجميع، ونكرر لك شكرنا على تواصلك مع الموقع.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً